انطلق سباق «الفورمولا واحد» في حلبة البحرين الدولية في عام 2004، ودخلت البحرين بذلك تاريخ رياضة سباقات السرعة للسيارات، حيث كانت البحرين آنذاك أول دولة يقام على أرضها «الفورمولا واحد» في الشرق الأوسط، ومنذ ذلك الحين والعالم -وبما فيه الشعب البحريني والمقيمون على أرض البحرين- يترقب هذا الحدث كل عام.
في سنة 2011 نعق الإرهابيون ومؤيدو الإرهاب، واستخدموا كل أسلوب وكل طريقة ملتوية لإيقاف هذا الحدث العالمي في أبريل من ذاك العام، وبالفعل تأجل سباق «الفورمولا واحد» لأول مرة بسبب بعض الإرهابيين الذين كانت أياديهم واضحة في أحداث البحرين، والذين استطاعوا أن يصلوا إلى بعض من لهم سلطة على هذه الرياضة، فنوايا الإرهاب كانت واضحة إبان 2011، وربما اعتقدوا أنهم تسببوا في انتكاسة في اقتصاد البحرين بجانب قطاعي التعليم والصحة وبما في ذلك العلاقات والصداقات الدولية.
اعتقد الإرهابيون أنه كان من السهل عليهم في 2011 أن يهدموا بناء البحرين، ومن السهل عليهم أيضاً أن يختلقوا قصصاً كاذبة وادعاءات ملتوية تارة عن نظام الحكم وتارة عن انتهاكات حقوق الإنسان، كان سهلاً عليهم وبقلب بارد وحاقد أن يكونوا سداً منيعاً لازدهار هذه البلاد مثل إيقاف سباق «الفورمولا واحد»، كان من السهل عليهم أن يشوهوا سمعة البحرين أو أن تعاقب دولياً، وأن تكون تحت المجهر بحجة حقوق الإنسان من خلال أكاذيب واضحة، من السهل أن يأتي كل شيء إلى الحضيض بسبب ثلة لا انتماء لهم للبحرين ولا وطنية ولا خوف على مكتسبات الوطن، ولكن شاء الله ولله الحمد أن يعود السباق بعد ذلك ولكن أكثر قوة وأكثر إقبالاً من جماهير وعشاق هذه الرياضة.
وقفة الشرفاء من أبناء الوطن كانت واضحة في دعم هذا السباق ووجوده واستمراره في البحرين، وقفتهم كانت من خلال الحضور، ومن خلال التسويق عن السباق عبر القنوات الإعلامية المتعددة، وحث الجميع على الحضور، سواء من داخل البحرين أو من خارجها، وكانت الحملة الإعلامية والتسويقية تفوق التصور، فهذه هي البحرين، وهؤلاء هم أشراف هذه الأرض الطيبة، الذين يتكاتفون في يد واحدة، من أجل البحرين فقط، وللحفاظ على سمعة ومكتسبات هذا الوطن الجميل والخير بقلوب الناس الطيبة.
البحرين بلد صغير، كبير بعطائه وإصراره، في أن يكون مع مصاف الدول الكبرى، فمنذ الإصلاحات التي قام بها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وآمن بها شعبه الوفي، كان انطلاق مشروعات كثيرة منها «الفورمولا واحد»، فقد أصبحت مملكة البحرين واضحة على خارطة العالم بسبب ذلك السباق، في السابق عندما كان بعض الناس -من لم يزوروا البحرين من قبل- كانوا يسألون أين تقع البحرين؟ ولكن بصراحة أصبحت البحرين اليوم معروفة بسبب سباق السيارات العالمي «الفورمولا واحد»، وهذا بالتأكيد فخر لكل بحريني بأن تكون بلاده يشار إليها بالبنان بفضل الإنجازات العالمية، ولا ننسى العائد من ذلك وأوله الانتعاش الاقتصادي وفرصة الاستثمار الدولي والخارجي في البلاد وانتعاش السياحة، وقبل ذلك كله حتى يعلم العالم أجمع ماذا يكون هذا البلد الصغير؟ وهل هو كما يدعي أعداء البحرين أم أنه بلد تلتقي فيه الأديان والمذاهب ويدعو إلى التسامح وينبذ التطرف والإرهاب والطائفية، والتاريخ البحريني يشهد بذلك من خلال مقابر البحرين التاريخية التي تحوي مختلف الجنسيات الذين فضلوا أن يدفنوا في أرض الخلود، وأرض الخلود دائماً أبوابها مفتوحة للخير، وما أشبه هذه الأيام بالتجمع الوطني، فنحن فخورون بهذا الحدث، وفخورون بأن تكون البحرين متميزة بـ»الفورمولا واحد».