شخصياً أستغرب بعض التصريحات التي تصدر هذه الأيام، وللأسف من شخصيات يفترض أنها أول من يتداعى للدفاع عن البحرين والوقوف في وجه من يشوه صورتها.
حدث «الفورمولا1» بالنسبة لنا كبحرينيين يفترض أن يكون حدثاً وطنياً له أبعاده العالمية، وفي مثل هذه الأيام لابد من توجيه الجهود وتضافرها لدعم هذا الحدث وإنجاحه، والاستفادة منه لإبراز صورة البحرين الحقيقية على مستوى الإعلام الخارجي.
لذلك أستغرب أن يكون هناك كلام ينشر أو يتداول من شخصيات هي المفترض أن تكون المتصدية لمن يحاول الانتقاص من البحرين، تتحدث عن الحدث وكأنها تحاول التقليل من شأنه.
بعض التصريحات نراها وللأسف وكأنها محاولات لإبراز بعض الأصوات، وتلميع صورة البعض، وهي تذكرنا ببعض حالات الدعاية الانتخابية التي عايشنا مثلها سابقاً، وهنا نقول إنها عملية خاطئة تماماً، فهذا الفعل يحصل وكأن المعني به وضع نفسه قبل البحرين.
نعم، البحرين كبلد تحتاج منا النقد بشأن بعض الممارسات والأخطاء التي ترتكب دون محاسبة أو صرامة لمنع حصولها مستقبلاً، لكن يضيع هدف النقد لو كان يهدف فقط لإبراز صورة فلان وعلان على أنه «المتحدث الشجاع» الذي «سيضرب» بكلامه أياً كان ووقتما يكون، وللأسف تحور هذه التصريحات بسبب توقيتها على أنها انتقاص من البلد وجهوده.
التوقيت مهم جداً، واليوم البحرين تتعامل بأساليب ذكية وراقية حينما تحتضن فعاليات هامة، فيها من الحرص على «إدارة السمعة» بشكل واضح.
وللعلم، فإن إدارة السمعة فن يدرس ويعلم للشعوب، ونجد حتى من بين الجهات التي تعادينا وتستهدف بلادنا من يمارسه على مستوى واسع، بحيث يغير من شكله، ويبرز على أنه «الحمل الوديع» في حين الحقيقة تكمن بأنه «ضبع خبيث» يحاول استهداف الجهات التي له فيها أطماع.
وعليه فإن الأمر طبيعي جداً حينما يتم استهداف بلادنا في كل نجاح ومحاولة تشويه فعالياتها من قبل «مزدوجي الولاء» أو «كارهي الوطنية»، فهؤلاء ديدنهم هذا سيظل ولن يتغير، خاصة وأن أي «نجاح» تحققه البحرين، وأية «إشادات دولية» تتحصل عليها، هي بمثابة «النار المستعرة» التي تحرق قلوب هؤلاء، وتجعلهم في حالة من الغيض والغضب والحسرة.
بالتالي هي نصيحة لكل من يحب البحرين، نجاح بلادنا في أي محفل نجاح لنا، والاستفادة من هذه الفعاليات عملية مطلوبة، ولا تتم إلا بتعامل ذكي مسؤول.
وحينما نقول تعامل ذكي مسؤول، يعني ذلك أن نتجرد من كل أمور لها علاقة بأشخاصنا، ألا نقع في فخ إبراز النفس على حساب الوطن، إذ سهل جداً على أي كان، بالأخص من لديه قدرات على البروز الإعلامي والصحافي أن يخرج بتصريحات أو مساهمة فيها من الجمل الرنانة الكثيرة، وفيها من أشكال البطولة الإعلامية العديد، لكن الرصانة تكمن في وزن المعادلة هنا، أيهم مصلحته أهم، مصلحتي الشخصية وشكلي، أم مصلحة الوطن؟!
الجميل في البحرين أنها تضم شعباً مخلصاً، أثبت ولاءه دوماً لترابها، في المحن والأزمات، بأن معدنه وسطع انتماؤه، وهو الشعب الذي لا يسعد حينما يساء لبلاده، بل هو يستاء حينما يتم التعرض لها بحملات تشويه سمعة وتضليل صورة.
البحرين تعيش اليوم أياماً جميلة، تتضمن رسائل صريحة وواضحة للعالم الخارجي قبل الداخل، استضافة حدث «الفورمولا1» والنجاح في تنظيمه بحد ذاته إثبات على أن البحرين في أقوى حالاتها وأزهى صورها، والأهم رد داحض وصفعة قوية لكل من يحاول تقزيم الإنجازات البحرينية أو النيل من نجاحاتنا.
لذلك، كلنا اليوم نتحدث بلسان الوطن، نفرح لفرحه، ونتضايق لما يضايقه، كلنا ندعم ما يخدم البحرين، ونقف بالتأكيد أمام ما يضرها.
تكفي صورة جلالة الملك حفظه الله بالأمس وهو يحضر الحدث العالمي الذي تحتضنه «لؤلؤة الصحراء»، لتختصر كل الكلام، ولتقول للناس وللعالم أن هذه هي البحرين وهذا ملكها وهذا شعبها القادر على استضافة مثل هذه الأحداث العالمية ومنافسة الكبار فيها.