أقيم معرض الكتاب هذه السنة قرب متحف البحرين الوطني والمسرح الوطني في موقع ولا أجمل، وتم ضرب عصفورين بحجر واحد، زار المتحف هذا الأسبوع 70 ألف زائر إلى يوم أمس، في حين أن معدل زوار المتحف في كل عام لا يزيد عن 115 ألفاً، أي أن وجود معرض الكتاب بقرب المتحف حقق في أسبوع من عدد الزيارات ما يعادل زوار ستة شهور لمتحف البحرين الوطني.
فشكراً لاختيار هذا الموقع الجميل، لقد أبرزتم تاريخ البحرين وعمقها الحضاري والثقافي معاً بحجر واحد، إلى جانب وجود مقهى جميل وفرقة فنية تعزف الموسيقى، في موقع خلاب، 400 ألف زائر لمعرض الكتاب ما شاء الله، هكذا سخرنا تراثنا وتاريخنا ومواقعنا وثقافتنا في بوتقة واحدة لخدمة السياحة وحافظنا على هذا الزخم لموقع تاريخي، موضوعي هو أننا لو فعلنا بقية المواقع بهذا الشكل على مدار السنة لكانت المتاحف والقلاع والبيوت الأثرية عامرة بلا توقف من السياح يحضرون فعالية ويدخلون الموقع.
على صعيد آخر في ذات الوقت زار عشرة آلاف زائر في اليوم الثاني «باب البحرين»، وهنا أيضاً ساهمنا في تنشيط الحرف اليدوية وخلقنا لهم سوقاً جديدة ومن خلال توظيف موقع أثري آخر.
واليوم لدينا «الفورمولا» بزخمها وسيتجاوز عدد زوارها عشرات الآلاف، وقبلها كان ربيع الثقافة أيضاً استقطب آلاف الزوار، كم كنا نتمنى أن نعد «الباكيجات السياحية» للأفواج التي تأتي لحضور أي من تلك الفعاليات ببرامج متكاملة متفق عليها بين كل الجهات، برامج تضع البحرين أولاً، لا أنا الوزير أو أنا المسؤول أولاً وهذه جهتي وذلك اختصاصي، البحرين أولاً تتطلب أن تتكامل كل الجهات لا أن تتناحر كل الجهات، كي نقدم للزائر وجبة دسمة طوال اليوم ببرامج معدة ومترابطة فيها التاريخي والثقافي والأثري والفني.
لو استطعنا أن نحافظ على هذا الزخم من الفعاليات طوال أيام السنة، صيفاً وشتاء وربيعاً وخريفاً، ونجحنا في جمع الاثنين «إقامة الفعاليات وتوظيف المقومات السياحية» لأمكن للبحرين أن تنافس أكبر الدول في قطاع السياحة.
إلى جانب الاهتمام بتوفير البنية التحتية بتوفير الخدمات المناسبة لهذه الأعداد من الزوار من فنادق ومواصلات واتصالات ووفرنا معها فعاليات مصاحبة للفعالية الواحدة، أي مهرجانات تسوق في أيام الحفلات الفنية، ولو وفرنا الخرائط والأدلة الإرشادية للمواقع الأثرية وأقمنا الأسواق المتنقلة بسهولة ويسر وبترابط بين كل الجهات وهذا ما نفتقده الآن، فمن ينظم فعالية لا يدري عن الجهات الأخرى المساندة، ولا يدري عن المقومات الموجودة في البلد والتي بالإمكان الاستفادة منها، جهودنا الترويجية مبعثرة.
لو نجحنا في جعل البحرين كلها تتحدث لغة واحدة، يعرف كل بحريني أين يوجه الزائرين، من موظفي الاستقبال لسواق الأجرة إلى الباعة إلى الطلبة، لو نجحنا في توقيع اتفاقات مع الجامعات لخلق شرائح كبيرة من المتطوعين لكل فعالية من الطلبة، يستفيدون خبرة ويفيدون وطنهم، لأمكننا تعويض النقص في الكوادر البشرية. مصيبتنا في البحرين أن كلاً منا يريد أن يكون رئيساً ولا نعرف قيمة العمل الجماعي، هكذا ممكن أن نصنع اقتصاداً وننشط سياحة البلد ونحرك العجلة.