جون كيري سيزور المنطقة الأربعاء للتحضير لزيارة الرئيس أوباما، ومن يدري؟ فقد تكون الزيارة الأخيرة له قبل نهاية فترة ولاية أوباما، إن ما يهمنا هو أن تسمع هذه الإدارة الرأي العام الخليجي للمواطن الخليجي وللمؤسسات المدنية الخليجية، وليس فقط أن تسمع الرأي الرسمي الخليجي -وإن توافق الرأيان- إلا أن للثقل الذي يعنيه المجتمع المدني لراسم السياسة الأمريكية مكانة مغايرة، وهذه مهمة يجب أن يتحرك من أجلها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بكثافة اليوم وغداً، خاصة أن الزيارة ستمتد إلى يوم الجمعة فلا بد من استغلالها أفضل استغلال.
إلى أي درجة يرى الرأي العام الخليجي أن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما قد أخلت بتحالف مضى عليه أكثر من قرن ونسفته نسفاً خلال السنوات الخمس الأخيرة من ولايته؟ وهل نجحت التصريحات الدبلوماسية التي تؤكد على «قوة» و«متانة» هذا الحلف في طمأنة الرأي العام الخليجي أم أن له وجهة نظر أخرى لابد أن تصل؟
هل الرأي العام الخليجي يرى أن إيران مازالت المصدر الأول لتهديد الأمن الدولي رغم الاتفاق النووي؟ هل يرى الرأي العام الخليجي أن تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران هو تحالف مع عدونا علينا؟
هل تنكرت الولايات المتحدة لقيمها ومبادئها المتعلقة بالحريات المدنية والحقوق الإنسانية بالتحالف الذي دشنته هذه الإدارة مع مجموعات ثيوقراطية راديكالية متطرفة عربية تدين بالولاء لإيران دون مواربة ممتدة من حزب الله في لبنان مروراً بالحشد الشعبي في العراق وإلى الوفاق في البحرين وجماعة نمر النمر في السعودية وصولاً إلى الحوثيين في اليمن ودعمهم ومساندتهم؟
هل ترى الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المجموعات «حليفاً» لمحاربة «الإرهاب»؟
للعلم تلك «المجموعات» تحارب أوطانها اليوم، وتهدد أمن شعوبها وتهدد مكتسباتها الحضارية وها نحن نرى ما فعله الفرع العراقي والفرع اللبناني في هاتين الدولتين؛ خراب و دمار وتخلف وأمراض وأوبئة ووضع مزر للمرأة وللحريات والحقوق الفردية، تراجعت فيهما التنمية والتقدم والتنوير والحقوق.. وزاد الفساد وسوء الخدمات وتجارة المخدرات وازدادت رعاية الإرهاب وتهريب السلاح وتهديد أمن المنطقة بما فيها تهديد المصالح الأمريكية. وكادت هذه الإدارة أن تفرض باقي فروع هذه المجموعة علينا في الدول الخليجية لولا أنها قوبلت بالرفض لا من الأنظمة بل من الشعوب؟
هل نجحت التصريحات المتتالية لطمأنة الشعوب الخليجية في رتق الفتق الذي حصل في بناء الثقة بين الشعوب الخليجية والإدارة الأمريكية؟
أم أن الحراك على الأرض لم يتغير ودعم السفير الأمريكي للحشد الشعبي العراقي وتغاضيه عن التدخل الإيراني السافر في سوريا وتنسيقه مع حزب الله في سوريا يؤكد أن امتداد يد إيران في المنطقة يتم برعاية أمريكية؟ ويؤكد أن الإرهاب في نظر هذه الإدارة مازال حكراً على الإرهاب «السني»؟ وأن عين أمريكا مغمضة عن كل ما تمارسه هذه الدولة المارقة وعملاؤها في المنطقة، ولا ترى إلا خطراً نووياً أو بالستياً منها بالإمكان احتواؤه، أما خطرها الإرهابي وعبثها في أمننا فتلك مسألة فيها نظر؟!!
وسم دشن اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي هو #kerryinbahrain فعلته جمعية مراقبة حقوق الإنسان البحرينية علينا أن نستغله أفضل استغلال لإيصال رأينا كخليجيين، إلى جانب الرأي الرسمي الذي سيسمعه في اجتماعاته التي ستمتد من الأربعاء إلى الجمعة، تضاف إلى ذلك مقالات للرأي العام في صحفنا الخليجية لا بد أن نسخرها لإيصال رأينا واستغلال كل الوسائل التعبيرية المشروعة.
ما كسرته هذه الإدارة من الصعب ترقيعه وإصلاحه ويحتاج لأفعال تترجم على الأرض لبناء جسور الثقة من جديد، وسيكون له بالغ الأثر في ما كان من مصالح مشتركة بيننا وبينكم.