تشرفت بمرافقة مجموعة من الزملاء الإعلاميين والإخوة المدربين الوطنيين في حلقة يوم الإثنين الماضي من البرنامج الرياضي الأسبوعي المباشر «كورة في كورة» والتي خصصت لتقييم عمل مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الأرجنتيني «سيرجيو باتيستا» بعد مضي أحد عشر شهراً من توقيع عقده مع اتحاد كرة القدم والذي يمتد إلى عامين.
كنت أتمنى وجود ممثل لاتحاد كرة القدم ضمن فريق الحلقة من أجل اكتمال عناصر الحوار على اعتبار أن اتحاد كرة القدم هو الجهة الرئيسة في هذا الموضوع كونه الطرف الأول في التعاقد مع المدرب المذكور وكونه أيضاً صاحب الحق الشرعي في تقييم ومحاسبة المدرب.
هذا الغياب فتح المجال على مصراعيه لأطراف الحوار للاجتهادات الشخصية – كل من زاوية متابعته لعمل «باتيستا» فنياً وإدارياً – وهذه الاجتهادات أصابت في غالب الأحيان ولم توفق في بعضها نظراً لنقص المعلومات مثلما حدث في تعريف وتحديد مهام اللجنة التي شكلها الاتحاد لدراسة سير المدربين قبيل التعاقد مع «باتيستا» وتساءل المتحاورون هل هذه اللجنة استشارية أم فنية وهل مهمتها انتهت بالتعاقد مع «باتيستا» أم أنها لاتزال مستمرة وإذا كانت كذلك ما هو الدور المناط بها وهل قامت بهذا الدور أم لا؟!
كل هذه التساؤلات كانت تحتم وجود ممثل لاتحاد الكرة للرد عليها و إثراء الحوار وتسهيل التوصل إلى الحلول الكفيلة بتصحيح مسيرة المنتخب الوطني في المرحلة القادمة!
مع ذلك فقد أجمع المتحاورون على استمرار «باتيستا» على رأس القيادة الفنية للمنتخب حتى نهاية عقدة تحقيقاً للاستقرار الفني الذي افتقده المنتخب في السنوات الأخيرة وكان أحد أسباب تقهقره في الاستحقاقات الميدانية وتراجعه في قائمة التصنيف العالمي!
الرسالة الواضحة التي وجهها المدربون الموجودون في هذه الحلقة إلى اتحاد الكرة هي التشديد على أهمية تطوير المسابقات المحلية واستمراريتها مع تقليص التوقفات قدر المستطاع للقضاء على حالة الرتابة التي تعاني منها هذه المسابقات في المواسم الأخيرة!
المشهد الوحيد الذي خرج عن نص الحلقة تمثل في الجزء الأخير من مداخلة المنسق الإعلامي للمنتخب الوطني حين تحول الحوار بينه وبين مقدم البرنامج إلى تبادل الاتهامات التي وصلت إلى درجة تصنيف البرنامج بانه موجه ضد المنتخب الوطني وهو تعبير لم يوفق المنسق الإعلامي فيه إطلاقاً على الرغم من أن المداخلة بدأت باستفسارات منطقية تلامس واقع الحلقة وموضوعها!
نحن من مؤيدي استمرارية مثل هذه البرامج الحوارية الصريحة على شاشتنا التلفزيونية الرياضية بشرط وجود أطراف القضية المطروحة للنقاش من أجل اكتمال أركان الحوار للوصول إلى الحلول المرجوة، وسنظل نؤمن دائماً بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.