مع أنني من مواليد رفاع العز، إلا أنني عشت وترعرعت في مدينة المحرق، هذه المدينة العريقة الرائعة التي وصفها حضرة صاحب الجلالة الملك بأم المدن.
إلا أن الأقدار شاءت أن أبتعد مرة أخرى عن هذه المدينة التي تسكنني حتى وإن لم أكن أسكنها. وقبل يومين تحديداً تلقيت دعوة من صديقتي التي تسكن في قرية الدير لزيارتها. يقع بيت صديقتي بالقرب من مطار البحرين الدولي، منطقة جميلة وراقية وجديدة تطل على البحر مباشرة.
ولأنني أعترف بأنني من الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى وجهتهم مباشرة، وأنني غالباً ما «أضيع» لغاية الوصول إلى المكان المحدد. فقد أخذت «ألف وأدور» وأنا أحاول الوصول إلى وجهتي.
ومما رأيت في المحرق، أن المحرق «تكبر»، فأنا لم أعهدها عندما كنت أعيش فيها بهذا الحجم، فسبحان الله، المحرق في نمو وتطور كبيرين!
فما بعد جزر أمواج مثل مشروع ديار المحرق ومراسي شيء رائع وخيالي! أما قرية قلالي والتي كانت عبارة عن بيوت معدودة أصبحت تضم عشرات الآلاف من البيوت الجميلة!
وفي بحثي عن بيت صديقتي مررت بالعديد من الأماكن التي أراها لأول مرة في حياتي! إلى أن وصلت إلى الشارع الخلفي لمطار البحرين الدولي، وجلست أتأمل منظر الطائرات التي تهبط وتغادر في رشاقة من على أرض مطارنا الدولي الوحيد، وإذا بي أشاهد مجموعة من الناس متجمهرين قرب عدد من الدواب كالأغنام والخراف!
طبعاً هذا التجمهر لم يكن تجمهراً تخريبياً بل كان هناك عدد من الأشخاص حضروا هم وأبناؤهم من أجل إطعام هذه الدواب، في محاولة لمحاكاة ان تشتري خبزاً وتذهب على بحيرة جنيف لتطعم الأوز والبط! لكن الموضوع كان غنماً وخرافاً وإبلاً بالقرب من المطار الدولي لبحريننا الحبيبة! وباقى أكل خبز معفن ومجبوس!
لم أستطع أن أكتم غضبي، فلم أتخيل أن يشاهد السواح والقادمون إلى البحرين هذا المنظر المنفر من خلال هبوطهم إلى البحرين! ولم أتخيل أن أول شيء يشاهده السائح من نافذة الطائرة «زريبة»!
حاولت أن أستوعب الموضوع وأن أتعرف على خلفية الموضوع وحقيقته، ولأقرب الصورة أكثر، ولأصف ما رأيت، كان هناك أكثر من 15 من الغنم والماعز والخراف يحدهم من الخلف سور المطار، ومن الأمام سور صغير متهاوٍ والأوساخ وبقايا الطعام في كل مكان في المنطقة، وتقع هذه المنطقة تحديداً عند مركز الشرطة التابع لوزارة الداخلية في سماهيج!
وعلى الطرف الآخر كان هناك 3 من الإبل مختلفة الأحجام يحدها من الخلف سور المطار ومن اليمين سور متواضع قصير يستطيع الأطفال تسلقه والأوساخ والروائح تسيطر على المنطقة!
كنت أظن في بادىء الأمر أن الموضوع لا يتعدى كونه مخالفة قام بها بعض الأشخاص الخارجين عن القانون! ولكن صدمت عندما أكدت لي صديقتي أن هذه «الزريبة» رسمية وهي تعويض عن «الزرايب والحظائر التي كانت في قرية عراد!!
كيف يعقل أن تكون هناك «حظائر» بهذا الشكل بالقرب من المطار الدولي؟! وإذا كان الموضوع صحيحاً فكيف يمكن لمحافظة المحرق أن توافق على هذا الشيء الذي لا يعكس حضارة المملكة!!
من واقع خبرتي في السفر والسياحة فإن المسافرين يتنافسون في الحصول على المقعد القريب من شباك الطائرة ليستمتعوا بالمناظر الرائعة، ومن أجمل الأمور هي أن تشاهد معالم الدولة التي ستزورها من أعلى. فلنتخيل أن يشاهد سواح البحرين الغنم والإبل والناس مجتمعة من حولهم لتطعمهم من بقايا أكلهم! فأهلاً بكم في مملكة البحرين!!
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}