ذات يوم كان مكتشف أمريكا «كريستوفر كولومبس» مدعواً على مأدبة طعام ملك البرتغال، وكان كثير من الحضور يضمرون له الحسد والكيد والعداء لنجاحه المنقطع النظير وللمكانة التي وصل إليها، أحب كولومبس أن يثير الحضور، ويفضح ذكاء حاسديه ومبغضيه فتناول بيضةً مسلوقةً كانت على المائدة أمامه، وتوجه للحاضرين أمام ملك البرتغال قائلاً: من يستطيع منكم أن يوقف هذه البيضة بشكل عامودي على الطاولة؟ فبدأ كل واحد منهم يحاول أن يجعلها تقف عامودياً ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل.
عندها سألوه والابتسامة الساخرة ترتسم على وجوههم كمن طرح غريمه أرضاً: وهل تستطيع أنت؟ فما كان من كولومبوس إلا أن أزال القشرة من إحدى طرفي البيضة، وأسندها أفقياً على نفس الموضع، فقالوا له بصوت واحد: كان بإمكاننا أن نفعل ما فعلت، فأجابهم بكل هدوء: ولمَ لمْ تفعلوا؟ وقد أصبحت عبارة «بيضة كولومبوس» مثلاً سائراً يقال عندما ينجز أحدهم أمراً ما فيبدأ العاجزون بالانتقاد والقول: لو شئنا لفعلنا ذلك.
كم مرة صادفك شيئ أو أمر وقلت في نفسك «لقد فكرت في ذلك»، أو قلت «كانت لدي نفس الفكره بضبط»؟ سيدتي وسيدي القاريء دعوني أطرح عليكم سؤالاً آخر: كم تعتقد يستخدم الطفل من قدرات مخه حتى سن الخامسة؟ وكم يستخدم شاباً «بغض النظر عن الجنس» عمره فوق العشرين من هذه القدرات؟ كم رجلاً تجاوز الأربعين من العمر من يستخدم قدرات مخه؟ فكر فقط لثواني قبل أن تتابع قراءة المقال.
قد تصدمك المعلومة فالطفل في أغلب الدراسات يستخدم ما بين 93% الى 97% من قدرات مخه أو عقله وعندما يتجاوز العشرين يتقلص ذلك إلى 10 أو 20% في أفضل الدراسات تفاؤلاً.. أين اختفى الجزء الباقي؟ هل تلاشى؟ لعل سؤال كريستوفر كولومبوس والرد الذي حصل عليه يحمل في طياته الإجابة.
رد كولومبوس كان في منتهى البساطة.. خرجت فكره البيضة من رأسه، ولم يتردد في طرحها، وكانت هذه العقلية هي صاحبة فكرة مجنونه في ذلك الوقت، في أن يعبر بحر الظلمات كما كان يطلق عليه الغرب بكل أهواله.. أن يدخل إلى المجهول.
هل رضوخنا للمسلمات ولثقافة مجتمعات لا تبحث عن الجديد ولقيود وأوضاع وقوانين تكبل انطلاق العقل هي الفارق بين مجتمعاتنا المتأخره في مؤسساتها ونظمها وبين مجتمعات مبدعة ومتقدمة. ترى هل يقف خلف ذلك ثقافتنا العربية الحالية؟
أنتظر منكم الرد على الإيميل او في أسفل موقع المقال وسأنشر ما أستلمه من ردود موضوعية مهما كانت مختلفة.
* استشاري تطوير أعمال
وقدرات بشرية