الإعلام رسالة قومية ترتكز على الأمانة والصدق وصولاً لملامسة الواقع و من ثم الإسهام في إصلاح الاعوجاج، هذا إذا أردنا أن نجسد مفهوم « السلطة الرابعة « بمعناه الصحيح والسليم!
للأسف الشديد نجد إعلامنا الرياضي اليوم بدأ يخرج عن مسار هذا المفهوم ويتجه في كثير من الأحيان إلى منعطفات متعرجه تضلل المتلقي وتشوه الحقيقة وتفوح منها رائحة « الشخصنة « التي أصبحت ظاهرة من الظواهر السلبية الشائعة في محيطنا الإعلامي الرياضي !
بدأنا نقرأ ونسمع ونشاهد العديد من الأطروحات الإعلامية - سواء في التعليق أو التحليل أو النقد – قائمة على مفهوم الإثارة من أجل الإثارة التي تتحول في بعض الأحيان إلى مواقف مضحكة وملاسنات بذيئة لا تمت إلى الرياضة وفنونها بأي صلة وكل ذلك بحجة أن القارىء أو المستمع أو المشاهد « عاوز كده «!!
وعندما تبحث عن حقيقة هذه الحجج تجد أن غالبية من يستهويهم هذا النوع من الطرح المثير المنقوص هم من صفوف المتابعين الذين لا يمتلكون سلطة صنع واتخاذ القرار بقدر ما يمتلكون عاطفة الانتماء والتحيز والتعصب لفرقهم الرياضية، ولذلك فإن مثل هذه الطروحات نادراً ما تقدم الحلول و نادراً ما تساهم في إصلاح الاعوجاج!
نحن مع التغيير ومع التطوير ومع الإثارة بشرط أن يقوم كل ذلك على المبادىء التي لا يمكن أن تتغير مهما تعاقبت الأجيال، ومبادىء الطرح الإعلامي تقوم على المصداقية والشفافية التي تلامس الواقع لا على الاجتهادات الشخصية وتصفية الحسابات والضرب من تحت الحزام!
لم نعد نلمس طرحاً إعلامياً رياضياً موضوعياً إلا ما ندر حتى أصبح مثل هذا الطرح شاذاً في نظر أولئك الذين تستهويهم الإثارة العاطفية ولذلك نجد أن أغلب صناع القرار في منظومتنا الرياضية لم يعودوا يولون الإعلام الرياضي الأهمية المرجوة لأنه لم يعد طرحاً إعلامياً منيراً بقدر ما هو طرح جماهيري مثير ولأنهم لم يجدوا فيه ما يجبرهم على الأخذ به!
إذا كنا نؤمن فعلاً بحقيقة وواقعية الديمقراطية والشفافية التي منحها لنا هذا العهد الإصلاحي فإنه يتوجب علينا - حاملي الأمانة الإعلامية كلاً في موقعه - أن نعيد حسابات الطرح الإعلامي الرياضي مرتكزين على مبادىء وقيم وقداسة المهنة من أجل تجسيد هيبة « السلطة الرابعة « وإجبار صناع القرار على احترام طروحاتنا والاستفادة منها...