اعتدنا في غالب الأحيان على توبيخ وانتقاد كل فريق نادي أو منتخب وطني يعود من أي مشاركة خارجية خالي الوفاض، غير أننا اليوم نجد أنفسنا مجبرين على رفع القبعات لمنتخبنا الوطني لكرة اليد للرجال العائد للتو من مشاركته المشرفة في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية «أولمبياد ريو 2016» رغم أنه تعرض لثلاث هزائم متتالية حرمته من فرصة التأهل إلى نهائيات الأولمبياد.
المنتخب الوطني واجه ثلاثة منتخبات أوروبية في عقر دار القارة العجوز ولم ترهبه صيحات جماهيرهم المدوية ونجح في كسب احترامهم جميعاً بماً قدمه من مستويات رائعة قادته لكي يكون نداً عنيداً لثلاثة من عمالقة كرة اليد في أوروبا والعالم «كرواتيا – النرويج - الدنمارك» بل إنه كاد أن يطيح بالمنتخب الدنماركي في عقر داره!
كل هذا التفوق حدث بفعل الروح الوطنية العالية التي يتمتع بها رجال اليد المخلصين الذين سبق لهم تشريف الرياضة البحرينية في أكثر من موقع وهو ما يؤكد أن سياسة اتحاد اللعبة المحلي تسير في الاتجاه السليم رغم ما يعانيه من نواقص تعترض خطط الاتحاد المستقبلية!
إن من يعتقد بأن عدم تأهل المنتخب إلى نهائيات الأولمبياد يعد خسارة أو فشل فهو مخطئ، فمجرد مواجهة منتخبات عالمية بحجم كرواتيا والنرويج والدنمارك والصمود أمامها وإحراجها في بعض المراحل هو في حد ذاته مكسباً يضاف إلى المكاسب التي حققتها اللعبة في السنوات الأخيرة.
ليس هذا فحسب بل إن الدروس المستفادة من هذه المشاركة العالمية أبعد من المنافسة الميدانية وتدفعنا للمطالبة بالإسراع في تفعيل الاستراتيجيات والخطط الرياضية وتحويلها من الورق إلى الواقع الملموس كما تفعل الدول المتقدمة رياضياً ومن بينها الدول الثلاث التي واجهناها في هذه التصفيات.
تحية تقدير لهذا المنتخب الذي ينبض قلبه بحب البحرين .. ونداء إلى كل من يعنيهم أمر الرياضة البحرينية بتوفير كل ما يحتاجه هذا المنتخب في المرحلة القادمة استعداداً لمشاركته في كأس العالم العام المقبل بفرنسا.