دائماً ما نردد الوقاية خير من العلاج، وهذا لا ينطبق على صحة البدن فقط، بل يتضمن أيضاً صحة البلاد، الخالي من إرهاب محلي الصنع، فمع ظهور قائمة المنظمات الإرهابية من بينها منظمات محلية، فإننا بحاجة إلى وقاية وإلى علاج في الوقت نفسه لحماية المجتمع من هذه المنظمات الإرهابية، لذا يقع على الحكومة وعلى مؤسسات المجتمع المدني دوراً هاماً في زيادة وعي المجتمعات عن المنظومة الإرهابية بشكل عام، من المهم إنشاء مراكز للتوعية من الإرهاب، تصاحب ذلك حملة توعوية مستمرة ومكثفة، ووضع قوانين صارمة لكل من ينضم إلى المنظمات الإرهابية، فبعض الأفراد بالفعل مغرر بهم في هذه التنظيمات الخطرة، سواء كانت إقليمية أو دولية، فنحن كمجتمع واحد نحتاج إلى بعضنا ونكمل بعضنا باختلاف فئاتنا ومذاهبنا، ولا نسعد أبداً بأن يتورط أحد في هذه التنظيمات، أو أن تسقط جنسيته، أو أن يبعد خارج البلاد بسبب إرهابه. لا بد من مبادرات حثيثة لبرامج توعوية وبرامج تدريبية ترفع مستوى الوعي لدى النشء والشباب قبل أن يكونوا أداة سهلة في يد الإرهاب والتطرف، حملات تستهدف الأسرة والمدرسة والجمعيات، بالإضافة إلى الرقابة المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية للمنظمات المشتبه بها، خصوصاً تلك التي تمولها بعض الدول والمنظمات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والأمان والاستقرار.
قائمة المنظمات الإرهابية المدرجة لدى مملكة البحرين في ازدياد، «68» منظمة إرهابية هذا رقم كبير جداً، وهذه المنظمات بأعدادها تستطيع أن تسحق البشرية على وجه الأرض، فهي تهدد الإنسانية وتهدد السلام الدولي، خصوصاً عندما تتخذ هذه المنظمات المنحنى الديني المتطرف والرؤية المتشددة، التي تتستر برداء الدين والإصلاح، فالتفجيرات والاغتيالات علامات واضحة لنواياهم، ثلة خارجة عن القانون بعيدين عن الإصلاح والتغيير الإيجابي، هذه المنظمات لم تخلق إلا لزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط تحقيقاً لرؤيا بعض الدول التي عكفت سنين على العمل وغرس مفاهيم ومعتقدات بأن العرب والمسلمين هم شقاء العالم بإرهابهم، بل تحرص هذه الدول وتسعى بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات إلى أن تتصاعد الاضطرابات في الشرق الأوسط، فكلما ضعفت منظمة إرهابية خلقت لها منظمة أخرى وساندتها بكل ما تحتاجه من مال أسلحة وتدريب.
مواجهة المنظمات الإرهابية مسؤولية مشتركة، فهي ليست مسؤولية دولية أو إقليمية فقط وإنما مسؤولية المجتمع بكل مكوناته وشرائحه، خصوصاً عندما تحاول هذه المنظمات تشويه ديننا وعروبتنا، فالبحرين تواجه منظمات إرهابية محلية من أبناء هذا الوطن، لذا على الحكومة أن تكون دائماً حذرة في مواجهة الإرهاب بل عليها ألا تغفل عن المؤامرة الكبرى على البحرين في 2011 وداعميها فهم الخلايا الإرهابية التي تحتضن الإرهاب من الخارج وهم أيضاً من مهد لظهور منظمات إرهابية محلية الصنع.
على الحكومة أيضاً أن تستمر في تزويد المجتمع باسم المنظمات الإرهابية وأن توضح من خلال حملات إعلامية أهداف كل منظمة والتشهير بنواياها الإرهابية، وعليها أيضاً أن تبادر بردع قادة الرأي الإرهابي المتسترين وراء الفتاوى والخطب الدينية فهم من يدفع الشباب للإرهاب، فخطبهم هذه تهدم ولا تبني أوطاناً. من المؤسف أن يكون بين هذه القائمة الإرهابية منظمات إرهابية محلية فهذه المنظمات لا تستهدف الأمن فقط بل هي تستنزف اقتصادنا واستثمار الدول عندنا وتخلق مجتمع متطرف إرهابي لا يعنيه الوطن في شيء ولا الدين، هاجسه الإرهاب فقط، لذا يدنا بيد حكومتنا الرشيدة في التصدي للإرهاب وخير ما فعلت عندما فرقت خيوط الإرهاب، ويبقى النص القرآني «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب» أمراً واضحاً لاجتثاث الارهاب، لإحياء مجتمع وأمة بأكملها.