بادىء ذي بدء أهنئ كل من نادي البحرين ونادي النجمة على صعودهما إلى دوري الدرجة الأولى لكرة القدم وعودتهما إلى مكانهما الطبيعي في مسابقة الأضواء باعتبارهما ناديين بارزين في تاريخ هذه المسابقة التي سبق لهما أن حققا لقبهما إلى جانب ألقاب كبرى أخرى على مستوى الكرة المحلية.
لا يختلف اثنان على أن صعود «الغزال الأخضر» و»الحصان الأبيض» إلى دوري الكبار لم يأت من فراغ بل جاء ثمرة لعمل جماعي ساهم فيه كل من مجلسي الإدارة في الناديين والجهازين الإداري والفني إلى جانب كفاح اللاعبين طوال الموسم، كما أن الطريق الذي قطعاه سوياً للعودة إلى دوري الأضواء لم يكن مفروشاً بالورود بل تخللته عدة محطات شائكة حتى جاءت الجولة الأخيرة لتحسم الموقف وتعلن عودة البحرين كبطل لدوري الدرجة الثانية والنجمة كوصيف بفارق الأهداف عن الاتحاد.
الناديان الأخضر والأبيض مرا بمثل هذا السيناريو أكثر من مرة في تاريخهما الأمر الذي يدعونا إلى التساؤل عما إذا كان هذا الصعود «ترانزيتياً» بمعنى «طالع نازل» أم أنه صعود متبوع بطموحات الاستمرار وإعادة أمجاد الناديين في المنافسة على المقاعد الأمامية ؟!
تصريحات المسؤولين في كلا الناديين – بعد الصعود – تشير إلى طموحات البقاء في دوري الأضواء واستعادة سمعة ومكانة الناديين بين الكبار، ومثل هذه التصريحات يجب أن تترجم على أرض الواقع ولا تتوقف عند ورق و حبر الصحافة، فمسألة البقاء في دوري الأضواء تحتاج إلى عمل شاق خصوصاً وأن التنافس في دوري الدرجة الأولى يختلف عن التنافس في دوري الدرجة الثانية، أضف إلى ذلك تواضع مستوى الفريقين فنياً وهو ما يدعو إلى تدعيم صفوفهما بلاعبين يجمعون بين الخبرة والكفاءة الفنية...
المسألة إذا تحتاج أولاً إلى تقييم فني دقيق للموسم المنتهي بعيداً عن العواطف والمجاملات وهذا التقييم يجب أن يشمل اللاعبين والجهاز الفني، ثم بعد ذلك لابد من التفكير الجدي في دعم صفوف الفريق إما باستعادة اللاعبين المحترفين في أندية محلية أخرى – إذا كانت عقودهم تسمح بذلك – أو البحث عن لاعبين آخرين – محليين أو خارجيين – لسد النواقص ومراكز الخلل التي اتضحت جلياً في مسابقات الموسم الحالي مع ضرورة توفير تسهيلات تضمن لكلا الفريقيين الاستعداد اللائق للموسم القادم ولكم في نادي الحد المثال الحي لبناء الفريق..
البحرين والنجمة يمتلكان من الكفاءات الإدارية والفنية ما يجعلهما قادريين على تحقيق طموحاتهما إذا ما تم فعلاً استثمار هذه الكفاءات الوطنية والاستعانة بخبراتها.