لا أحد يستطيع أن ينكر حقيقة أن الشرق الأوسط مستهدف، وأن هناك تحديات خطيرة تستهدف الشرق الأوسط والدول الإسلامية، وأن هناك عدداً كبيراً من المخاطر والأعمال الإرهابية الداخلية والخارجية، تسعى إلى إثارة الفوضى في الشرق الأوسط بشكل عام وفي الدول الإسلامية بشكل خاص، حتى أضحى التشدد الديني والإرهاب وجهين لعملة واحدة في مفهوم البعض، مع أن ديننا الإسلامي أعظم وأكبر مما لصق به من تشويه وتزييف وهو دين يدعو إلى السلام والمحبة ولا يدعو إلى العنف والكراهية.
وفي قراءة وتحليل لخطاب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، والذي ألقاه نيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أمام القمة الإسلامية الثالثة عشرة، التي اختتمت أعمالها أمس الأول في إسطنبول، حيث تحدث حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى عن التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية دولاً وشعوباً باعتبارها تحديات خطيرة، داخلية وخارجية، تفرض على الدول الإسلامية مزيداً من التنسيق والتعاون والتعاضد، لدرء الأخطار الموجهة إلى عالمنا الإسلامي، وخلق مزيد من الأمن والاستقرار في الدول الإسلامية ودول الشرق الأوسط.
وجاء في كلمة جلالته، حفظه الله ورعاه، أن مملكة البحرين قد تأثرت وعانت من ويلات الإرهاب، ولاتزال تعاني من الأعمال الإرهابية التخريبية المدعومة من جهات خارجية من بينها إيران و«حزب الله» اللبناني. وجددت مملكة البحرين إدانتها الشديدة للإرهاب في شتى صوره وأشكاله، وتؤكد التزامها بمحاربة هذا الخطر الذي يهدد أمن العالم، وتدعو الجميع إلى العمل من أجل إزالة أسبابه وتطوير أطر التعاون بين كافة دول العالم، بما يكفل اجتثاثه من جذوره، وتجفيف منابعه، كما أنها تدعو المجتمع الدولي والأجهزة المحلية والدولية إلى إعلان الحرب على الإرهاب، وبما يتبع ذلك من إجراءات بهدف حماية مصالح الأوطان وحياة وسلامة الشعوب.
وأعرب جلالة الملك المفدى عن تمنياته أن تخرج القمة بموقف إسلامي موحد، متماسك وفاعل يجسد الالتزام الثابت تجاه قضايا الأمة العادلة، من خلال تطوير سبل التعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية وتقوية هذه المنظمة، بما يسهم في ترسيخ المكانة الحضارية للأمة الإسلامية، ويحقق تطلعات وآمال شعوبها في التنمية والاستقرار والتقدم والسلم للجميع.
ولن نستطيع أن نحقق ما أورده صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، ما لم يكن هناك تنسيق أمني بين جميع دول الشرق الأوسط وبين الدول الإسلامية. هذا التنسيق الأمني يعنى بتعقب الإرهابيين بشكل جذري لإفشال مخططاتهم في المنطقة، على أن يكون هذا التنسيق الأمني «متكامل» أي أن أعطيك المعلومات الأمنية التي تحتاجها وأن تعطيني بالمثل المعلومات الأمنية التي أحتاجها في الوقت الصحيح، لتكون دولنا الإسلامية عصية على الإرهاب.
وأكرر وأعيد بأنه لن يستطيع إرهابي إشاعة الإرهاب في موطنك إذا لم يجد خائن يتواطأ معه لإنجاز عمله الإرهابي.
وكم نحتاج في دولنا الإسلامية جميعاً إلى تغليظ العقوبات على هؤلاء الخائنين ومثيري الفتنة والإرهاب لنستطيع أن نجعل دولنا عصية على الإرهابيين الذين يودون أن يصدروا إرهابهم إلى دولنا المستقرة.
ولا أنسى في هذا الجانب أن أشيد بقرار مجلس الوزراء باعتماد قائمة المنظمات الإرهابية البالغ عددها 68 منظمة، وهي خطوة رائدة وجريئة لتحديد مصادر الإرهاب.