من قام بإدانة العمل الإرهابي الجبان في كرباباد بكلمات خجولة وسطور «متلونة» يكشف أسلوب صياغتها بأنه في صف الجاني لا المجني عليه، يؤكدون دوماً بأن الولاء للبحرين «تقية سياسية» يمارسونها.
وإلا ما الذي يمنع هؤلاء سواء أكانوا أفراداً متلونين في المواقف أو جمعيات كانت أساس عملية الانقلاب، ما الذي يمنعهم من استخدام التوصيفات الحقيقية للواقعة مثل «عمل إرهابي» و«شهيد» و«إرهابيون»؟!
القاعدة الثابتة تقول إن من لا يدين الإرهاب هو شخص «يبارك» هذا العمل. ومن يحاول التغطية على المسألة له ضلع فيها، والأهم من يحاول «خلط الأمور» و«حرف» الأنظار عن الموضوع الأساس، هو من يستميت لتبرير الجرائم ويدافع عن المجرمين.
لذلك نقول لكل هؤلاء، سواء أكانوا جمعيات ضد الوطن أو أفراداً فشلوا في اختبارات الوطنية ونجحوا في اختبارات العمالة، نقول لهم لا بياناتكم نريدها ولا سطوركم تهمنا، لأن الكذب الصراح وأهله واضح وضوح الشمس.
رحم الله شهيد الواجب الذي انتقل لجوار ربه بسبب العمل الإجرامي الجبان الذي حصل في كرباباد، فهاهو بطل آخر من رجال أمن البحرين البواسل ينضم لقافلة الشهداء، بعد استهداف قامت به الأذرع الإيرانية المغروسة كالسكاكين الغادرة في ظهر هذا البلد.
ولمن يريد أن يصرخ ويقول مدافعاً مستميتاً عن إيران بأن لا يد لها في الموضوع، نقول له للمرة المليون، مثلما قال وزير الداخلية الرجل القوي الشيخ راشد بن عبدالله: «من يريد إيران ليذهب لها، ومن يريد ولاية الفقيه ليذهب لأصحابها»، فالبحرين ملت من هؤلاء العملاء، ملت من هؤلاء الإرهابيين، ومن يدافع عنهم ويبرر لهم، ومن يكابر على البحرين كدولة من حقها السيادي أن تتعامل مع العنف والإرهابيين والمخربين بما يفرضه القانون.
يحصل هذا العمل الجبان ويستشهد بطل آخر، بعد يومين من إدانة رسمية عربية وإسلامية للإجرام الإيراني الذي يضرب بلادنا، بعد يومين من كلمة قوية لجلالة الملك حفظه الله أشار فيها بوضوح للمحاولات الإيرانية الصريحة في استهداف البحرين ومحاولة ضرب لحمتها الوطنية وإثارة الفتنة داخلها.
إن كانت الحادثة الإرهابية رد فعل من قبل عملاء إيران على الموقف العربي والإسلامي تجاه الدولة الراعية للإرهاب والمصدرة للفوضى والصانعة للخونة والعملاء، فإننا كمخلصين لهذا البلد نطالب أصحاب الشأن بألا يتراجعوا قيد أنملة في حربهم على الإرهاب الداخلي، وألا تأخذهم رأفة بحق من أباح دماء رجال الأمن، ومن حلل الفوضى في مجتمعنا، ومن مازال يحرض الشباب على التحول لإرهابيين ملثمين هدفهم القتل والحرق والتدمير.
ليس هؤلاء فقط، بل يجب اليوم محاسبة كل شخص يحاول أن «يهرطق» على البلد، أو يزايد على قوانينها وسيادتها، بحيث يستغل ما يتاح له من وسائل تعبير، سواء صحافة أو تواصل اجتماعي أو بيانات إن كانت جمعيات أوتكتلات، ليحاول التقليل من شأن ما حصل، أو يمنح الإرهابيين غطاء حماية، أو يحاول قلب المسألة على الدولة وأجهزتها الأمنية، مثلما فعلت جمعية الولي الفقيه ببيان، من يحلله يعرف تماماً كيف يحصل الإرهابيون على التشجيع والتبرير لجرائمهم.
نثق بالقضاء العادل النزيه، ونثق بأجهزة النيابة والأمن، لكننا نقول دوماً بأن المحرض مشارك في الجرم حاله حال منفذه، وعليه القبض على ممارسي الإرهاب والقتل مطلوب، ومحاكمتهم بصرامة أمر مفروغ منه، لكن إلى جانبهم لابد من «إنهاء» كل مصادر التحريض، وكل منابر الحض على كراهية الدولة والنظام ورجال الأمن، لابد من تطبيق القوانين الصارمة على كل من يتهاون في مسألة تجييش الصدور ضد البلد وأجهزة الأمن.
من لا يحترم القانون من «الصفاقة» أن يتباكى وينوح ويصيح حينما يأتي القانون ليحاسبه. احترم البلد وقوانينه وأجهزته الأمنية إن كنت تريد أن يحترمك البلد، هذه قاعدة طبيعية، إذ هل رأيتم بلدا في العالم بأسره يضع للإرهابي وزناً وقيمة ويحرص على حقوقه الإنسانية، في وقت لم يكترث الإرهابي بأي شيء من ذلك ومضى في ممارسة القتل والإرهاب؟!
نشكر رجال الداخلية البواسل على تضحياتهم، نشكر لهم حمايتهم وصونهم أمن هذا البلد وأهله، ونسأل الله أن يسكن شهيد الواجب أعلى مراتب جنانه، وأن يرينا في كارهي البلد والقتلة والإرهابيين عجائب قدرته.