في الوقت الذي أعلنت فيه قوة دفاع البحرين في بيانها الصادر يوم أمس عن استعدادها للنزول لردع هذه الشرذمة الإرهابية تم استدعاء اثنين من قيادة جمعية الوفاق لتشكيكها في الإجراءات الأمنية سواء المتعلقة بالحادث الإرهابي أو المتعلقة بالتحقيق مع المنابر الدينية المحرضة، لتعطي الدولة أقوى رسالة لهذه الجمعية بأن جلوسكم مع وزير الخارجية الأمريكي لن يحصنكم ضد القانون.
وليتضح للجميع ما كان متضحاً لنا منذ زمن أنه لا فرق بين جناح عسكري للإرهاب وجناح سياسي داعم له، وأن فك الارتباط لا يكون بهذا المنتصف الذي تتمسك به الجمعية بعد كل حادث إرهابي، بل إن الارتباط الوثيق بين هذه الجمعية وبين الشرذمة الإرهابية قد برز في بيانها الركيك وتأكد من تصريحات قياداتها التي شككت بالواقعة كما توقعنا وشككت بالإجراءات الأمنية وسيستمر هذا الارتباط في الدعم اللوجستي الذي ستقدمه هذه الجمعية لمن سيلقى بالقبض عليه مشتبهاً به، وبتشكيكهم في القضاء الذي سيحاكمهم وبالأحكام التي ستدين من تثبت عليه التهمة، ومن ثم سيتواصل دعمهم وسيستمر حتى في قضاء المدانين لمحكوميتهم في السجون ودور التأهيل.
هذه المجموعة التي أعطتها الدولة الفرصة تلو الأخرى حتى رتبت لهم الدولة اجتماعاً مع وزير الخارجية الأمريكي بشكل أثار حفيظة الشعب البحريني كله، وعاملتهم على أنهم «معارضة» كتلك التي تسمى أحزاب معارضة وطنية في العالم المتقدم، لم يتمكنوا رغم الحصانة التي منحت لهم والفرص التي أهديت لهم من التحول إلى العمل السياسي السلمي والنأي بأنفسهم عن الجماعات الإرهابية وبقوا على وضعهم الذي كانوا عليه منذ تأسست هذه الجمعية وإلى اليوم جناحاً سياسياً داعماً للمجموعات الإرهابية هم ومعهم جناح ديني يعتلي المنابر ومجموعة ترتدي الغطاء الحقوقي منظومة يكمل بعضها بعضاً.
بعد كل هذه الفرص التي أعطيت لهم منذ عام 2002 إلى الآن وبعد العمل الإرهابي الذي حدث استجابة للتهديد الإيراني بشكل مباشر وبعد الوضع الإقليمي الحرج وبعد التضحيات التي قدمت لهذا الوطن ما عاد الأمر يحتمل هذا التسويف والتعامل مع أي منبر محرض أو داعم أو ممجد للإرهاب أياً كان سياسياً أو دينياً أو إعلامياً أو في أي من وسائل التواصل الاجتماعي إلا كما نتعامل مع الجناح العسكري منه حزم وحسم قانوني فوري، لقد استنفدوا كل طاقات الصبر لهذا الشعب، بل وقفوا حائلاً بين الدولة وبين العديد من سكان من القرى الذي يرغبون بإعادة حبل الوصل، وقد بدأ كثير منهم يفتح أبوابه ويعيد ترتيب احتياجاته، لتأتي هذه المنابر المحرضة وتعيد غلق تلك الأبواب وتقف حاجزاً بين الناس وبين شركائهم وبين الناس والدولة.
فإلى متى؟ اعزلوا هذه المجموعة وأغلقوا أبوابها ومنابرها ولتفتح الأبواب بين تلك القرى والدولة لتعود لنا وحدة وطنية ننعم فيها بتناغم وانسجام بين مكونات المجتمع دونما حاجة لوساطة أجنبية أو غيرها.