تحدثنا في المقال السابق عن أهمية عملية التغيير الإداري والوزاري من الخارج، وكيف يمكن للمسؤولين والوزراء أن يشاركوا الناس في طرحهم وتلقي همومهم واستقبال ملاحظاتهم عبر التفاعل معهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الإعلامية الحديثة والسريعة، حتى تكون عملية البناء مشتركة بين المسؤول والجمهور من دون وجود حرَّاس على عملية النقد الهادف.ليست هذه المرة الأولى التي نتبنى عبرها مشروع التقارب الفعلي بين المسؤول البحريني والجمهور، فقد طرحنا هذه الفكرة من قبل، لكنها لم تجد آذاناً صاغية من طرف المسؤول أو الوزير، ولهذا، فما دامت الفكرة لم تتحقق فإن تكرارها يعتبر من صلب العمل الصحافي، ولن نتوانى في طرحها كل مرة، حتى تجد النور.نحن اليوم في أمسِّ الحاجة إلى فتح مجالس تشاورية في كل وزارة من أجل أن يقوم الوزيرأو المسؤول بالإستماع المباشر للمواطنين من خلال الالتقاء بهم ولو لساعة واحدة من كل أسبوع، ومشاركة الناس قضاياهم وهمومهم التي لا يستطيعون إيصالها للوزير بفعل بعض البرتوكولات القديمة التي تمنع الوزير من الاندماج مع بقية شرائح المجتمع، ولهذا ستكون فكرة المجالس من أنجح الأفكار التي تختصر الواقع لأنها تستطيع أن توصل الفكرة بشكل مباشر، دون الخوف من عصا المسؤولين الصغار، إضافة إلى أنها من أبرز عادات وتقاليد أبناء هذه الوطن.حين يكون الالتقاء بالمسؤولين والوزراء متاحاً للجميع، فإن الرؤية سوف تختلف، فحينها يستطيع المسؤول أن يبرر موقفه القانوني من أي قرار يقوم بالإمضاء عليه، كما يمكن للمواطن أن يوصل أفكاره وملاحظاته باعتباره جزءاً من هذا المجتمع، ولربما غابت عن المسؤولين الكثير من الملاحظات التي لا يمكن أن يلاحظها إلا المواطن البسيط، ومن هنا تكون فكرة المجالس المفتوحة للوزراء صمام أمان لكل أشكال النقد الهدَّام، وهي عملية تكاملية بين مؤسسات الدولة والجمهور.مجلس الوزير هذا سيكون وللمرة الأولى دون وجود حاشية من «السكرتارية» أو من الحراس والحجَّاب الذين من أبرز مهامهم «توزيع» المواطنين وطردهم بشكل لائق، لأنهم لا يريدون للوزير أن يستمع لملاحظات الناس، ولا يريدون للناس أن يوصلوا أصواتهم للوزير، فهؤلاء هم الحاجز الحقيقي والفعلي لكل التقاء يمكن أن يقرب وجهات النظر بين المسؤول والمواطن أو بين الفكرة وبين الواقع، وهم السبب الرئيس في عدم تطور الأداء الحكومي لأنهم ضد كل أشكال النقد البنَّاء، فهم اعتادوا ولسنين طويلة على الكسل، ورفضهم الاندماج مع الجمهور تحت حجج هي أوهن من بيت العنكبوت!نصيحتنا لمعالي الوزير ولكل مسؤول يحب الخير لهذا الوطن ويسعى لصلاحه وزيادة إنتاجيات العمل في مؤسساته أن يقوم بالالتقاء بالناس والإصغاء لصوتهم بعيداً عن كل المكاتب المغلقة وحواجز الجدران الصلبة والكثير من الحاشية التي تقضي على كل أمل في الالتقاء بين المسؤول والمواطن. يجب تفعيل مجالس الوزراء، والتي نتمنى أن ترى النور عمَّا قريب، لأنها تعتبر من أفضل ضمانات البناء دون تطبيل أو مكياج. ومن هنا يمكن أن نعكس السؤال، فبدل أن نتساءل كيف يمكن أن تجلس مع الوزير، نتساءل لنقول، متى سيسمح الوزير لنفسه أن يجلس معك؟ فالقرار بيده وليس بيد المواطن.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90