دائماً تراعي مملكة البحرين معايير حقوق الإنسان الدولية في جميع الجوانب، وتسعى جاهدة إلى أن ينعم مواطنوها والمقيمون على أراضيها بهذه الحقوق والحريات المتاحة، ودائماً ما تراقب بعض المنظمات الدولية مساعي البحرين في ذلك، ونادراً ما ترضى عما تقوم به المملكة، بل تترصد في كل مرة تجرم فيها الحكومة إرهاب بعض المنظمات التابعة لـ «حزب الله» و«إرهاب إيران»، خصوصاً عندما تطبق عليهم العدالة في القتل المتعمد والمترصد لرجال الأمن، وهذا الرصد المتذمر لبعض المنظمات الدولية هو تدخل فاضح في الشؤون الداخلية، وبالتأكيد الشعب يرفضه رفضاً تاماً بل يطالب الحكومة بألا تهتم بما يصدر عن هذه المنظمات التي غالباً ما تكون مأجورة، وتستهدف التضييق على حكوماتنا، فما دامت الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لا تهتم بهذه المنظمات الدولية، إذا تعرضت دولهم لأي نوع من الإرهاب، أو تضررت مصالحهم في ذلك، فعلينا أيضاً ألا نهتم بهذه المنظمات، بل على حكومتنا أن تبادر لتطبيق القصاص على كل منظمة إرهابية تقتل وترهب الناس.
التنظيم الإرهابي في البحرين أكبر من أن يكون مجموعة غاضبة فهم تنظيم كما يعلمه الجميع تابع لبعض الدول التي تتبنى الإرهاب في سياساتها الدولية، فترسيخ القيم الإرهابية لدى الشباب وتأصيل ثقافة العنف لديهم يحقق الولاء الإرهابي لأي منظمة إرهابية، من خلال دس مجموعة أفكار ومعتقدات إرهابية على أنها معتقدات تحقق السلمية وتنشر فيما بعد التسامح والسلام، وغالباً ما تستغل المنظومة الإرهابية الأطفال والمراهقين وتغرس لديهم الولاء «العمياني» حتى تنتج أشخاصاً أصحاب عقول ممنهجة لا تجيد إلا العنف والإرهاب والقتل من غير رحمة، ولا تحمل ضمائرهم أي نوع من الشعور بالندم أو تأنيب الضمير، فالتجنيد الإرهابي وبرمجة الأفكار هي مشاريع ديناميكية للتنظيم الإرهابي لا تقف عن حدود معينة، خصوصاً إذا لم يصده الرادع القوي لوقف مخططاته الإرهابية، والحد دون وصول الإرهابيين إلى الهيمنة وتحقيق أهدافهم، ولن تحقق المنظومة الإرهابية غايتها إلا عندما تتوفر لديها مجموعة من الموارد، أشبه ما تكون بدعائم المنظومة الإرهابية الأساسية، وهي الموارد البشرية التي تنفذ المخططات الإرهابية، والموارد المالية التي ترتكز عليها المنظومة، لتكون المفتاح السحري لغسيل العقول ودفن الضمائر، بالإضافة إلى الموارد المادية مثل المعدات والأسلحة أياً كانت حجمها، وكذلك الموارد المعلوماتية التي تستند عليها في التخطيط والتنفيذ، ولا شك في أن أهم عنصر في المنظومة الإرهابية هو العقل المدبر أو العقل المحرض، وهنا علينا أن نتبصر جيداً لهذه الشبكة الإرهابية التي تتكون بيننا من غير أن نعي أنهم يستغلون حرصنا على التسامح ونبذ الطائفية.
أعداد شهداء الواجب في ازدياد، ليس لأن حكومتنا لا تعاقب منفذي العملية الإرهابية، بل لأن عناصر الإرهاب ومخططي وممولي الإرهاب في مأمن ولا تصلهم يد العدالة لأسباب عدة، نعلم يقيناً أن رجال الأمن يعملون ليل نهار من أجل الحفاظ على استقرار الوطن وأنهم في كل مكان وفي كل موقع يحرصون على أن ينعم البلد بالأمن والأمان، ولكن على الكفة الأخرى هناك منظمات إرهابية مدعومة تعمل أيضاً ليل نهار لاختراق سياج أمننا واستقرارنا، وهذا يتطلب طاقة وجهوداً متضافرة من أجل بث الاستقرار ولحماية المكتسبات الوطنية، وهذه الفترة بالذات ومع إدانة القمة الإسلامية لإرهاب إيران و«حزب الله» علينا أن نستغل ذلك ونتصدى لإرهابهم ولا نصغي إلى المنظمات التي تتبنى إرهابهم، ولن يردع المجرمون عن إرهابهم إلا في تطبيق القصاص.