شهدنا خلال الفترة الماضية هدوءاً وأمناً بعيداً عن الصدامات التي كانت تقع بين رجال الأمن والمجموعات الإرهابية الخارجة عن القانون، ذلك الهدوء أعادنا إلى الطمأنينة والسكون والسلام، ولكن تلك الأجواء الطيبة لم تستمر طويلاً بعد أن كسر الإرهاب بريقها عبر العملية الإرهابية في كرباباد بداية الأسبوع الحالي، والتي انتهت باستشهاد شرطي وإصابة اثنين آخرين بإصابات خطيرة.
وإن بحثنا عن أسباب كسر هذا الهدوء، فلن نستغرق وقتاً طويلاً في البحث، حتى نعرف أن إيران وراء هذ العمل الجبان، خاصة بعد أن أدانها «المسلمون» في قمتهم التي عقدت مؤخراً في إسطنبول، حيث تمت إدانة إيران وما يسمى بـ «حزب الله» لتدخلهما في الشؤون الداخلية لدول مسلمة ومنها البحرين، وهو ما تطرق إليه وأكده بوضوح البيان الختامي للقمة، وكذلك كلمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه في كلمته بتلك القمة التي أكد فيها جلالته أن «مملكة البحرين قد عانت ولا تزال من أعمال إرهابية تخريبية مدعومة من جهات خارجية من بينها إيران، و»حزب الله» اللبناني»، وتجديد المملكة إدانتها الشديدة للإرهاب في شتى صوره وأشكاله وتأكيد التزامها بمحاربة هذا الخطر الذي يهدد أمن العالم.
إن تلك الإدانات التي طالت إيران و»حزب الله» جعلت الرئيس الإيراني حسن روحاني يغادر منسحباً من جلسة تلاوة إعلان البيان الختامي الصادر عن القمة، وطبعاً الإعلام الإيراني – كعادته – قلل من أهمية القمة، وانتقد بيانها الذي أدان في جزء منه إيران، بل إن عدداً من المسؤولين الإيرانيين خرجوا بتصريحات صحافية تنم عن انزعاجهم من تلك القمة، وأخذوا يلقون باللوم على دول أخرى، ومنهم عباس عراقجي أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، الذي قالها «بالفم المليان»: «ستندم المنظمة على مواقفها ضد إيران وحزب الله»، انتهى».
ما إن انتهى عراقجي من ذلك التصريح الصحافي حتى وقعت العملية الإرهابية المؤسفة في كرباباد، ولو ربطنا الأحداث سنعلم أن إيران أوعزت إلى عملائها في البحرين بترجمة ذلك «الندم» إلى واقع، وهو ما تجلى في الحادثة الإرهابية، وكم كان هؤلاء الإرهابيون سريعين في تنفيذ أوامر أسيادهم، وهو ما يؤكد أن التعامل معهم بأسلوب «التي هي أحسن» لا يجدي نفعاً، ومن أجل ذلك، خرج إلينا بيان قوة دفاع البحرين الذي طال انتظاره ليكون لهم رادعاً حقيقياً للإرهابيين وأسيادهم.
وإن كان «الندم» الذي ترغب إيران في أن تسوقه إلينا وتسقينا من كأسه المر جاء بأسلوبها هي، وترجمه لنا أذنابها في الحادثة الإرهابية، فعليها أن تنصح أذنابها بالهدوء والرجوع عن أعمالهم الإرهابية، لأن الندم سيكون بـ»اللهجة البحرينية» هذه المرة، ومثلما ترجم الإرهابيون توجيهات إيران في كرباباد، فعلى هؤلاء الإرهابيين أن يترجموا لإيران بيان قوة دفاع البحرين، فهم – الإرهابيون - يعلمون جيداً ماذا تقصد قوة الدفاع عبر بيانها، وقد لمسوه بأنفسهم ماذا يعني أن تكون قوة دفاع البحرين على «أهبة وأتم الاستعداد» - كما ذكر في البيان - للتصدي للمجموعات الإرهابية، وإذا نسي البعض ذلك، فعليهم العودة بالذاكرة إلى أيام السلامة الوطنية وما هي من الإرهابيين ببعيدة.
بيان قوة دفاع البحرين ليس استعراضاً للقوة، ولكنه يأتي رادعاً لمن ستسول له نفسه أن يزعزع أمن وطننا ويرهب المواطنين والمقيمين، وبسط الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، وإن قوة دفاع البحرين هي صمام الأمان والدرع الحصين لوطننا وهي موضع فخر لنا كبحرينيين، ندين من بعد الله لقيادتنا الحكيمة، وبفضل الله، ثم لرجال قوة الدفاع البواسل استقرار هذا الوطن في أحلك الظروف وأصعبها، وارتداد العملاء والإرهابيين خائبين منهزمين ذليلين، ولم تنفعهم أو تشفع لهم من خانوا وطنهم وباعوا ضمائرهم وغيبوا عقولهم لذلك «الولي الفقيه» القابع في إيران.
قوة دفاع البحرين وجهت عبر بيانها، رسالة تحذير جادة إلى هؤلاء الإرهابيين، وهم يعلمون جيداً «جدية» قوة الدفاع، وماذا يعني ذلك البيان الذي يؤكد وجود التنسيق التام بين المؤسسات المعنية بالأمن لحماية المملكة، وهو تنسيق يأتي في إطار قانون المملكة ودستورها وبما يحفظ هيبتها ويكفل تحقيق أمنها واستقرارها، كما أن هذا البيان، يأتي في صف ونسق واحد مع وزارة الداخلية في الدفاع عن تراب هذا الوطن، والتصدي للأعمال الإرهابية التي طالت وطننا، وليلجم الساعين إلى الفساد في الأرض من تلك الشرذمة الخارجة عن القانون التي ابتلي وطننا بهم.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}