لعل الجميع يدرك أن دور المنظومة الخليجية القادم ليس التأمين على دول الخليج من التدخلات الإيرانية في شؤونها الخارجية، وإنما يكمن دور دول الخليج في الحفاظ على المنظومة العربية والضرب بيد من حديد على الأيادي العابثة في استقرار دول الخليج والتكاتف العربي من أجل اجتثاث الإرهاب من المنطقة خصوصاً إرهاب إيران والميليشيات التابعة لها، فدور دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية دور مهم للحفاظ على دولنا العربية من الابتزاز الفارسي والمساندة الغربية لهذا الابتزاز، فدول الخليج أبداً لن تنعم بالاستقرار مادامت دولنا العربية مغتصبة مثل العراق واليمن وسوريا وفلسطين، فقد آن الأوان لأن تستنفر دولنا العربية بمواجهة التلاعب الصهيوني الفارسي أن تضع حداً لذلك بعدما سلمت الدول العظمى مصائرنا للفوضى عندما صدقنا أن هذه الدول دول صديقة تجمعها معنا العلاقات والمصلحة الدولية المشتركة.
دور دول الخليج القادم بعد تحرير اليمن من ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح هو تحرير سوريا من نظام بشار الأسد، سواء أكان من خلال مساعٍ سلمية أو تدخل عسكري، وفي كلا البلدين فإن إيران مازالت تواصل دعمها في تسليح الحوثيين ودعم النظام السوري بالميليشيات الإرهابية، فالتحالف العربي الخليجي لحماية دولنا من الإرهاب والحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي غاية تمنتها الشعوب العربية من أجل إعادة القوة العربية والاستقرار للمنطقة، وما تقوم به دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية هو تفعيل للقوة العربية بكل شجاعة ومن غير خوف، بعدما توغل الإرهاب في منطقتنا بتخطيط ممنهج من قبل بعض الدول حتى تكون شعوبنا في دائرة الفوضى والإرهاب والطائفية القاتلة.
وفي سياق القمة الخليجية الأمريكية، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده سوف تعمل على وقف تمويل إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن، والحاجة للانتقال السياسي في سوريا من دون نظام الأسد، وهذا بالتأكيد مؤشر واضح على أن الولايات المتحدة تساند دول الخليج للوقوف ضد المد الصفوي للدول العربية وتدخلات إيران في المنطقة، إن صحت تلك النوايا لتحقيق السلام لدول المنطقة.
ولا أعلم بأي وجه قابل الرئيس الأمريكي قادة دول الخليج العربي في القمة، وما أدلى به من تصريحات بشأن أن أمريكا ستتعاون مع دول الخليج لمواجهة تدخلات إيران بالمنطقة، وما تعرضه واشنطن من إجراءات إضافية وتبادل المعلومات لدرء خطر الصواريخ الإيرانية، بعدما أدلى أوباما في وقت سابق بتصريحات لصحيفة «ذا اتلانتيك»، أظهر فيها وجهه الحقيقي تجاه دول الخليج، وبالتحديد مهاجمته للمملكة العربية السعودية، وهذا ما جعل الرئيس الأمريكي بالنسبة للشعوب الخليجية، يبدو كأنه رجل غير جدير بالثقة، مقارنة بمن سبقوه من رؤساء كانت مواقفهم جادة مع دول الخليج وكانوا أصدقاء حقيقيين، ولم يبد البعض ارتياحاً لوجود أوباما في القمة، ويبدو أنه كان يضرب على وتر وبيده حجر، ويبدو أيضاً أن المصالح الاقتصادية هي الفيصل في العلاقات القادمة مع أمريكا.