من مازال يحاول تبرئة إيران عما يحصل في البحرين من عمليات إرهابية ومحاولات استهداف رجال الأمن، فهو إما واهم جاهل لا يعرف تفاصيل الأطماع التاريخية الإيرانية في البحرين، أو هو ضالع في المخطط الإيراني المستهدف بلادنا، وله يد فيه أو دور يلعبه.
جلالة الملك حفظه الله قال في قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والتي حضرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن هناك تدخلات إيرانية سافرة في شؤوننا الداخلية وأن لدينا ما يثبت ذلك.
دول المنطقة تعرف ذلك تماماً، وتدرك مساعي إيران بشأن البحرين، وكيف أن مجلس الشورى في طهران لديه كرسي يمثل البحرين باعتبارها ولاية تابعة لإيران، يضاف إليها مئات التصريحات من شخصيات إيرانية رسمية تستهدف البحرين، وقبلها تصريحات مرشدهم خامنئي التي لا تخلو من ذكر لبلادنا، وفيها تحريض صريح ودعم واضح للطوابير الخامسة لدينا والعملاء.
حتى المجتمع الدولي يعرف ذلك، بعضهم يعبر عنه بصراحة، وبعض منهم يتغافل عنه بما يتوافق مع مصالحه، فمثلاً باراك أوباما خلال القمة في الرياض أراد إسماعنا أسطوانة تطرب لها آذاننا من خلال إدانة إيران ودعمها للإرهاب، لكنه في نفس الوقت يسجل التاريخ اسمه بأنه الرئيس الأمريكي الأول من بعد الثورة الإيرانية الذي يرمي بنفسه في أحضان نظام طهران، وليتنا نعرف رأي أهالي القتلى الأمريكيين في الاعتداء على سفارة بلادهم في طهران عام 1979 في هذا الشأن.
تقوية القبضة الأمنية في البحرين، وبيان الجيش الأسبوع الماضي، وخطاب جلالة الملك حفظه الله، كلها أمور «جنت» معها طهران وسخرت وسائل إعلامها وعملاءها لاستهداف البحرين إعلامياً، وهي مسألة تثبت وتؤكد ما نقول، إن مجتمعنا البحريني المعروف بأنه مجتمع مسالم هادئ، يتضرر يومياً جراء هذا الاستهداف الإيراني وأفعال عملائه.
نحتاج اليوم لموقف خليجي عربي موحد من إيران، خاصة وأن أذاها مستمر، واستهدافها لنا يزيد ولا يتوقف.
وإن كان الأمريكيون صادقين فيما قاله رئيسهم في القمة، فإن أسهل ما يقوم به الأمريكيون هو فرض الحصار الاقتصادي والعقوبات، أي أنهم أسياد كسر الدول ولي الذراع، بالتالي أليس بمقدورهم إثبات بالفعل حسن النوايا وضمان حماية حلفائهم كما قال أوباما؟!
مشكلتنا ستكون إن عولنا على هذا الكلام الأمريكي الذي ندرك ضعف نسبة مصداقيته، فواشنطن عبر اتفاقها النووي مع إيران هدفها تجاري بحت، وها هي تستفيد اليوم من ذلك، حتى وهي توجه ضربات متفرقة لإيران عبر السحب من المليارات التي رفع التجميد عنها، أو فرض غرامات مجزأة هنا وهناك.
لكن أن تتوقف إيران عما تفعله في الخليج وفي جيرانها والتدخل السافر في سوريا وابتلاعها العراق، فهي أجندة ليست موجودة بالتأكيد ضمن أجندة الولايات المتحدة للمنطقة، فالأمريكيون دائماً يرون الحاجة لوجودهم وتدخلهم السياسي وضمان وجودهم العسكري في المناطق المتوترة من الأولويات، فراعية السلام - كما تدعي - لا يكون لها وجود أصلاً إن عم السلام. بالتالي إبقاء المناطق على صفيح ساخن يعني وجود أمريكي بأي شكل من الأشكال.
دول الخليج العربي والعرب والدول الإسلامية عليهم اليوم اتخاد موقف صريح من إيران، نعم شهدنا موقفاً على هذه الشاكلة من «حزب الله» الإرهابي نظير ما يقوم به من مجازر وعمليات قتل في سوريا، بيد أن من باب أولى ضرب الأصل والمصدر لا الفرع.
على إيران أن تدرك بأن استمرار استهدافها لدول الخليج العربي لن يمر مرور الكرام هكذا، عليها أن تدرك أن المطلوب منها كف أيديها عنها، وأن توقف زراعة العملاء وتشكيل الطوابير الخامسة، فأمن الخليج اليوم أولوية، والحفاظ على الأمن القومي لكل دولة هو أساس كل شيء.
البحرين لن تقف مكتوفة الأيدي ضد هذا الاستهداف، وسيأتي بإذن الله اليوم الذي تقطع فيه الأوصال والأيادي الإيرانية وتحاسب بالقانون.