صحيفة «معاريف» الإسرائيلية نشرت خبراً مثيراً ملخصه أن الرئيس الإيراني أصدر أوامره بإزالة شعار «الموت لإسرائيل» من على صواريخ باليستية أملاً في استغلال نفوذ إسرائيل في أوروبا وأمريكا. الخبر أكدته وسائل إعلام إيرانية حيث ذكرت وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية أن حسن روحاني بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي وطلب منه موافقته على إزالة عبارة «الموت لإسرائيل» المكتوبة على الصواريخ الإيرانية «حسب المعلومات التي انتشرت فإن عبارة الخميني الشهيرة «يجب محو إسرائيل» كتبت على الصواريخ التي اختبرت في المناورات العسكرية الأخيرة للحرس الثوري الإيراني».
كان الإيرانيون قد دخلوا في جدال اتسع بسبب «ادعاء» الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني أن الخميني وافق في السنوات الأخيرة من عمره على حذف عبارة «الموت لأمريكا» حيث اتهم الحرس الثوري الإيراني رفسنجاني بأنه يقف شخصياً وراء الترويج لدعاية حذف عبارتي «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل»، والتي أزالت بسببها بعض المساجد تلك العبارات من داخلها رغم غضب الباسيج، الذين يعتبرون أن المساجد لم تبن لأداء فرائض العبادات فقط، وإنما لتكون أيضاً مكاناً لمواجهة «الاستكبار العالمي»، ويوافقون على الخبر الذي مفاده أن «المقربين من خامنئي يكذبون رواية رفسنجاني بشأن موافقة الخميني في السنوات الأخيرة من عمره على حذف الشعار، ويعتبرونها رواية كاذبة خلقت من قبل رفسنجاني حتى يستطيع أن يروج لدعاية الحذف تحت ستار موافقة الخميني».
في الأخبار أيضاً أن التيار الإصلاحي في إيران يعتبر طلب روحاني من المرشد الإيراني حذف عبارات ضد أمريكا وإسرائيل رسائل دبلوماسية ذكية منه إلى الأوروبيين والأمريكان الذين يرصدون الشأن الإيراني والتحول السياسي في إيران، ويرون أن موقف إدارته يختلف تماماً عن موقف المرشد والحرس الثوري فيما يتعلق بإسرائيل.
طبعاً اليوم تمر العلاقات الإيرانية الأمريكية بأفضل مراحلها بعد قطيعة طويلة، بينما عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن رغبته في زيارة إيران قبل نهاية ولايته وقيل إنه بعث برسائل سرية إلى المسؤولين هناك يطلب ذلك خصوصاً وأن الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى صبّ في مصلحة إيران ورفع الحظر المفروض عنها.
الأكيد في مثل هذا الخبر هو أن أولئك الذين يقدسون إيران وحكومة الملالي سيقولون إن الهدف منه هو الإساءة إلى إيران وحكامها وأنه غير صحيح، وأن من غير المعقول أن يطلب روحاني من رفسنجاني مثل هذا الأمر، الذي يمكن أن يتسبب في جرح «كبرياء» الإيرانيين، لكن التجربة أكدت أن إيران لا تتردد حتى عن محو القضية الفلسطينية من قاموسها لو وجدت أن في ذلك مصلحة لها ومكسباً.
طالما أنه توفرت مصلحة لإيران تستوجب محو عبارات من قبيل «الموت لإسرائيل» و«يجب محو إسرائيل من الوجود» فإن الأكيد هو أنها لا تتردد عن فعل ذلك، تماماً مثلما فعلت مع عبارة «الموت لأمريكا» و«أمريكا الشيطان الأكبر»، عندما وجدت أن ذلك من مصلحتها، وأنه من دون ذلك لن يمر الاتفاق النووي الذي هو في صالحها.
ما يتمناه المرء هو ألا تستبدل إيران تلك العبارات بعبارات تقرر الموت لدول أخرى تختلف معها في ملفات معينة، أو أنها على خلاف معها لسبب أو لآخر، وإن يبدو أنه من الصعب استبعاد مثل هذا الأمر، فالملالي نجحوا في برمجة الشعب الإيراني المسكين بحيث صار يدعو بشكل تلقائي بالموت على كل من يختلف معه، وكأن الحياة خلقت للفرس دون غيرهم.
إيران تخلو اليوم من عبارة «الموت لأمريكا» وهي تستعد لاستقبال الرئيس الأمريكي الذي ساعدها على تحقيق واحد من أحلامها وأمنياتها، وستخلو خلال فترة وجيزة من عبارة «الموت لإسرائيل» ، وقد لا يطول الوقت حتى تمتلئ شوارع طهران بمطاعم البرغر الأمريكية والسياح الإسرائيليين.