جمهورية مصر العربية هي أم الدول العربية، هي محرك الأمة العربية، هي القلب النابض والحبل السري للشعوب العربية، هي إن صح التعبير العشق الأبدي الذي يزداد ويقوى، يشدك إلى مصر الإنسان المصري، الذي تنهل منه حبه واعتزازه بوطنه، فهو يفخر دائماً بوطنيته في كل الظروف، المصري يعلمك القوة والصبر على الشدائد، يعملك أنه يعيش كالملوك مادام يشم هواء مصر، عشقناها عشق مجنون ليلى، يقول المثل المصري «اللي يشرب من ماء النيل لازم يرجع لها»، وأحسب أن هذا المثل مثل تعويذة الحب التي تعلق على صدر من يزورها لأول مرة، ويشد بعدها الرحال مرات عديدة، وكلما شد البعض الرحال لمصر قلنا «يا ليتنا كنا معهم».
الزيارات الرسمية لها أهمية في توطيد العلاقات بين الدول ويزداد من خلالها الترابط الأخوي خصوصاً عندما تتكرر هذه الزيارات بصورة مستمرة، زيارة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لمصر الحبيبة تعني الكثير للشعبين البحريني والمصري وللأمة العربية، وهي رسالة واضحة ذات إطار خاص لدول العالم، فالعلاقة التي تربط البحرين ومصر ليست وليدة اليوم، تجمعنا الأفراح وتقوينا العقبات، فالهم العربي واحد والتحديات التي تواجهنا واحدة، يربطنا معاً المصير المشترك، فالعدو واحد وهمه زعزعة القوى العربية، الذي يسعد أن يرانا فرادى لا كلمة لنا ولا سلطان، وهذا ما ترفضه دولنا، ترفض أن تنطلق من أراضيها بؤرة الإرهاب، فالمساعي التي تقوم بها الدول العربية هذه الأيام هي فرصة ذهبية للاتحاد الحقيقي في مواجهة العدو الذي يتنكر بزي الصديق، ويسعى لتمزيق الحلم العربي في الاتحاد وبأن نكون قوة العصر.
الزيارات الرسمية، مثل زيارة عاهل المغرب للبحرين منذ أيام، لها دلالة واضحة على التعاون الجدي في الأيام المقبلة، وزيارة خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، لمصر من قبل، جميعها رسالة واحدة لكل من افتعل الفوضى فيما يعرف باسم «الربيع العربي»، ويريد أن يحركها مرة أخرى، وهذا نقول له «اشرب من ماء البحر»، وهذا تحدي آخر فالفوضى التي أثيرت من قبل لن تتكرر في دولنا، ما دامت جهود قادتنا تتكثف، لمواجهة الإرهاب والتدخلات السافرة في الشؤون العربية.
التنمية الشاملة والمستدامة للدول العربية خط واضح يوازيه ويسايره خط آخر أكثر أهمية وهو خط الدفاع لمواجهة الخطر القادم، وهذا ما تحقق في زيارة جلالة الملك حفظه الله لمصر، وتوقيع الاتفاقات والمذكرات المشتركة بين البلدين، وما قام به العاهل السعودي حفظه الله من توقيع على اتفاقات مع مصر، ومنها إنشاء جسر الملك سلمان الذي سيربط بين السعودية ومصر، وهذه الاتفاقات والشراكات تجعل من الدول أكثر قوة مع الدول الأخرى، وتعزز التكامل بين الدول، بين البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب، فالبحرين لا تنسى مواقف هذه الدول مع أزمة البحرين في 2011، ولا تنسى أيضاً مصر الحبيبة الموقف المشرف لدولنا تجاه ثورة مصر، ويبقى الانسجام بين الدول مطلب حتى تذوب كل الخلافات لتواجه بيد واحدة العدو الذي لن يستكين لإقامة الفوضى مرة أخرى في دولنا، ومع هذه المبادرات والتعاون المشترك بين الدول العربية بانت للجميع دعائم البيت العربي، الذي يؤكد من الآن مستقبل القوة في المنطقة.