في كل زيارة لي لمجلس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ازداد إعجاباً بحكمة هذا «القائد»، حيث إن سموه لا يلون الألفاظ ولا يمططها، هو «صريح جداً» ومباشر.
وعندما التقى بمجلس إدارة نقابة الصحفيين كان رده على تشكيل النقابة واضحاً، حيث قال سموه «لا نريد أن يتمزق الجسم الصحفي». وأكد كما يؤكد كل مرة على ضرورة «لم الشمل والوحدة الوطنية». كما أكد سموه على «أهمية الدور المحوري للمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج»، مشدداً على «أهمية الاتحاد». وقال «إذا كان هناك حليف فالحلفاء هم أشقاؤنا في الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، أما من يدعي بأنه حليفنا ويضربنا في الظهر فهو ليس بحليفنا مطلقاً، حتى وإن حاول حالياً أن يعيد لنا إظهار الود والحب».
وجه سموه كلاماً واضحاً لممارسي الصحافة مؤكداً أنه «يتابع شخصياً كل ما تخطه أقلامهم»، داعياً إياهم «للاهتمام بالقضايا التي تهم الوطن والمواطن». وأكد كما يؤكد سموه كل مرة على «أهمية التوثيق لكي نحفظ تاريخنا من العبث والتشويه»، مستنكراً ما يمارس حالياً من استخدام غير مسؤول في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل البعض.
قال سموه «نرفض التصرفات غير المسؤولة من قبل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي»، حيث إن حل أي خلاف أو أي قضية يستوجب الجلوس والاجتماع للنقاش وليس إثارة المواضيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الغسيل المتسخ أمام الجميع، حيث إن هذه التصرفات خارجة عن أعراف مجتمعنا البحريني الداعي للمناصحة والمصالحة.
ولو رجعنا لكلام سموه لوجدنا الكثير من الحكم والعبر، لا سيما ما يختص ببروتوكولات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فهل يعقل أن يسب «عاقل» الآخر، ويقوم الآخر بالرد عليه بنفس أسلوبه!!
أيعقل أن يتراشق البعض «السباب أمام الجميع؟! أهذه الصفات من صفات البحرينيين؟!
ماذا حدث لنا؟! وماذا حدث لأخلاقنا؟!
أأفقدتنا وسائل التواصل الإعلام الحديث أخلاقنا التي تربينا عليها؟! أأفقدتنا هذه التطبيقات الإلكترونية السيطرة على آداب الحديث التي كنا نمتاز بها؟! أأفقدتنا هذه البرامج الإلكترونية «قواعد السنع» التي نشأناعليها؟!
لا يستطيع أي أحد أن ينكر أن هذه التطبيقات والبرامج وجدت من أجل التعبير عن الرأي ولكن لكل شيء في الحياة ضوابط!! فهل تعبيري عن رأيي يقع ضمن دائرة السب والقذف والتعدي على الآخرين!! هل التعبير عن الرأي يعني أن أشتم الآخرين أو أزدري أي دين أو مذهب أو أتدخل في خصوصيات الآخر!!
أخلاقك هي انعكاس لأقوالك ولأفعالك فراقبها حتى وإن كنت تستخدم اسماً وهمياً تتخفى خلفه والتزم ببروتوكولات التعامل مع هذه التطبيقات ولا ترتكب الخروقات التي قد تصل بعضها إلى مخالفات وجرائم قانونية!!
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}