قامت السلطات الأمنية في المملكة بالقبض على 11 متورطاً في الحادثة الإرهابية في كرباباد التي استشهد فيها أحد رجال أمننا البواسل، وقد تم القبض على المتهمين في وقت قياسي بعد التحري والمتابعة لجميع مجريات الحادثة.
قبل التطرق إلى عملية القبض، لابد أن نذكر أن مملكة البحرين يوم عن يوم تثبت أنها لديها منظومة أمنية متميزة، نظراً لما تتمتع به من خبرة وقيادة حكيمة، خاصة أن الرجل الموكل له مهمة حفظ الأمن الداخلي هو رجل متمرس ويحمل مسؤولية كبيرة في ظل المتغيرات الدولية، هذا الرجل المشهود له بالخبرة العسكرية التي كان لها دور رئيس في تطوير أجهزة وزارة الداخلية هو معالي الوزير الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، والذي منذ استلامه زمام الوزارة، حتى بدأنا نلحظ مدى الرقي وسرعة الاستجابة لأي طارئ، بل وصل الأمر إلى توفير الحماية لكل مواطن على هذه الأرض، وبات الجميع يلمس ذلك على أرض الواقع، فلا يخلو أي شارع من دون دوريات الأمن التي تجوب البلاد ليلاً ونهاراً.
إن الأمن في أي دولة بالعالم هو أساس التنمية، فلا يمكن أن تنمو دول من دون وجود منظومة أمنية متطورة ذات تقنيات عالية، وبالفعل فإن القبض على المتورطين في الحادثة الإرهابية بكرباباد لها دلائل عديدة، وعلى رأسها أن منظومتنا تعمل وفق أعلى مستويات التأهب والاستعداد، وأن أي مواطن أو مقيم أو مستثمر عندما يشاهد تلك الأخبار التي تتعلق بأن السلطات الأمنية قامت بالقبض على المتورطين بالأعمال الإرهابية يتأكد له أن هذا الوطن يملك كل المقومات التي من شأنها أن تحفظ حقوقه وأن يكون هناك بيئة خصبة للاستثمار.
اليوم البحرين ليست كما السابق، فهي تتابع وترصد كل ما يجري، وتتفاعل مع جميع الأطروحات من أصغرها إلى أكبرها، فقد كان خبر القبض على المتورطين في الحادثة الإرهابية خبراً مفرحاً للشرفاء من هذا الوطن، بينما بات الخبر حزيناً وتسبب بصدمة لأتباع «ولاية الفقيه»، والمحرضين من أصحاب المنابر الدينية، الذين حرضوا هؤلاء على تلك الجرائم التي ليس لها أي صلة بالإنسانية، وللأسف هؤلاء الشرذمة والخارجون عن القانون لا يراعون أي شيء سوى مصالح أتباعهم الذين يحملون عقائد منحرفة لا تمس أهل البحرين بصلة.
إن الأعمال الإرهابية التي نراها ونشاهدها ونسمع عنها وتبث أخبارها أجهزة الإعلام المختلفة في بلادنا، هي جزء لا يتجزأ من المخطط الإيراني الذي يقوده الحرس الثوري، حيث أثبتت التحريات الأمنية أن كل هذه العمليات مدعومة بشكل كامل من قبل إيران، وللأسف أن هناك دولاً لا تزال تعتقد أن ما يحدث في المملكة لا يتعدى سوى «احتجاجات» من قبل مجموعة من الأشخاص، حيث إنها تعتمد هذه الصورة وفق تقارير المنظمات الحقوقية المزورة للحقائق، رغم جميع الأدلة الملموسة التي تقدمها المملكة لهذه الدول، بأن ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون هو مخطط ممنهج لزعزعة أمن واستقرار مملكة البحرين وشعبها، إلا أننا نجدها تغمض عينها عن جميع الأدلة، وتفتح بؤبؤها إلى من يحرضون على قتل الأبرياء.
إن الخطوات الأمنية التي يشهدها الوطن هي خطوات ثابتة، وليس هناك أي تراجع أو تهاون في اتخاذ كافة التدابير التي تحفظ أمن واستقرار البلاد، والتصدي لجميع الخلايا الإرهابية، إذ إن هذه المنظومة تعمل بلا استسلام ولا تعب في ملاحقة المتورطين والمجرمين، وذلك بفضل رجال سخروا أنفسهم وأرواحهم ودماءهم لأجل الوطن، فشكراً لكل الدماء التي تحمي هذه الأرض، وستبقى المملكة عصية على من أراد أن يزعزع أمنها واستقرارها، فرجال هذا الوطن لديهم سلاح يضاهي جميع الأسلحة بالعالم، ألا وهو سلاح الحب لهذه الأرض التي احتضنتهم وعاشوا على خيرها، وقد أيقنوا أن دماءهم هي أقل ما يقدمونه لها، فالمنظومة الأمنية البحرينية ولله الحمد حولت الحلم الإيراني إلى كابوس.