يصادف الأول من مايو من كل عام عيد للعمال، وبصفتي ابن عامل بحريني عاش وتوفاه الله وهو عامل، أوجه تحية إجلال وإكبار لكل عامل بحريني، لأولئك الذين أسهموا في بناء وطننا الغالي البحرين، من تشييد عمراني وصناعي وحرفي ..الخ.
إن دوران محركات المصانع والورش والبناء والزراعة، كل ذلك لم يكن ليتحرك لولا مثابرتهم وتضحياتهم، فكل مهندس وطبيب ومدرس وغيرهم لم يكونوا على ما هم اليوم لولا تلك السواعد التي شيدت ذاك البناء العظيم باجتهاد وعناء وشق الصخر لبناء مستقبل أفضل للوطن وأبنائه.
العامل البحريني
مصدر فخر واعتزاز
أفرح أيها العامل البحريني لقد شيدت وطناً قوي الأركان، جمع بين التراث والحداثة، حافظ على موروثه الحضاري، وقيم أهله الطيبين، مثلما أجدادك أخرجوا اللؤلؤ من أعماق بحر الخليج العربي، فأنت من قمت بشق الصخر وأخرجت النفط، وأول من أسس التعليم وأول من شيد الجسور، وأنت من جلبت الطاقة لتنير بها الأحياء «الفرجان» والمستشفيات والمدارس، وأنت من حملت الكبريت الأصفر بمصنع «ألبا» رغم خطورته.
طوبى لمن كان أباه ذلك المواطن الذي عمل بإيمان وولاء لنرى البحرين على ما هي عليه اليوم في مصاف الدول المتقدمة.
عندما نتحدث عن العامل البحريني فنحن نتحدث عن فخر المجتمع البحريني، ونستذكر آباءنا أولئك المتفضلين علينا بأجسادهم الضامرة والقلوب العامرة وروح المثابرة والاجتهاد، الذين عاشوا حقبة بناء الدولة قبل النفط وأثناء استخراجه، الذين عايشوا عنصرية الاستعمار وشح العيش، نَشيداً عالياً بالعمال البحرينيين الذين يعملون بولاء لوطنهم، قائمين على إرث آبائهم من اجتهاد ومثابرة حاملين على اكتافهم حاضر الوطن ومستقبله.
متغيرات العصر
لقد أضحت البحرين وجهة العمالة الوافدة، وذلك يرجع للقوانين الناظمة التي تحمي حقوق العامل، وآلية الحوكمة التي تعطي ضمانة للمؤسسة والعامل، كل ذلك تحقق بفضل تسارع التشريعات التي تسهم في استقرار البيئة الاقتصادية ويعكس وجه البحرين الحضاري. يبلغ عدد العمال البحرينيون 158.328 ألفاً، حسب إحصاء 2015. وتأتي أهمية العامل البحريني بما يشكله من نسبة تسهم في الناتج القومي، حيث إن نسبة العمال البحرينيين تبلغ ما يقارب 21? من عدد السكان، التي تعد ناتجاً قومياً بما يرفد للحساب الجاري من مردود جراء الدخل العام البحريني، مما يحتم على هيئة سوق العمل والنقابات وضع الخطط التي تحمي هذه النسبة من التقلص لأنها سوف تؤثر سلباً على مردود الاقتصاد الوطني.
إلى من يهمه الأمر
لقد كانت لفتة كريمة من قبل الدولة تخصيص يوم للاحتفاء بالعامل البحريني في يوم العمال، مما يؤكد حرص الدولة على الحفاظ وتطوير هذا القطاع لما له من إسهام هام على الناتج القومي والاقتصاد الوطني.
* السادة النقابات العمالية:
- توظيف القضايا العمالية للمساومات السياسية والإساءة للبحرين بالمحافل الدولية امتهان رخيص، أبعدوا النقابات عن الحزبية والطائفية والشللية.
- يتطلع العمال اليوم إلى استثمار اشتراكاتهم بمشاريع تعود عليهم وأسرهم بالنفع.
- يتطلع العمال إلى تأمين مقاعد للدراسة الجامعية لأبنائهم وقروض استهلاكية ميسرة.
- يتطلع العامل إلى تطوير الإنتاج وحفظ حقوقه الوظيفية والأسرية.
* هيئة سوق العمل:
- يعد العامل البحريني رافد اقتصادي وطني وعليه يستوجب وضع التشريعات التي تضاعف العدد في ظل المتغيرات المتسارعة، استفيدوا من احصاءاتكم في وضع خططكم.
* السادة مجلس النواب:
إن مصالح عمال البحرين أمانة في أعناق الجميع، فهم من بنوا وشيدوا البحرين وقت شح العيش، يتطلع العامل اليوم من النواب إلى وضع التشريعات التي تعني بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحفظ لجميع عمال البحرين استقرارهم الوظيفي والأسري.