النقلة النوعية التي تحققت لحرية الصحافة اليوم في أنها لم تعد السلطة الرابعة كما يطلق عليها البعض، فهي السلطة الأولى التي تتحقق من خلالها العديد من المزايا، منها دور الرقابة العامة، بجانب تقديم المعلومات والأخبار، فالصحافة جزء هام في التنمية التي ننشدها في جميع المجالات، فمتى ما كانت الصحافة حرة وقوية ومتينة تحققت الديمقراطية الحقيقية المنشودة، والنقلة النوعية في حرية الصحافة في المملكة في ظل المشروع الإصلاحي تمثلت في الانفتاح الإعلامي ودور الصحافة الواعية كونها سلطة فذة تجسد الحقيقة بكل معانيها.
وصحافتنا المحلية ولله الحمد مكفولة بالدستور منذ العهد الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، الذي يحرص منذ توليه مقاليد الحكم على ثقافة الصحافة والحفاظ على هذه الهوية، فانتشار أعداد الصحف المحلية الورقية والإلكترونية دليل على تحقيق هذه الثقافة التي ترتكز على حقوق وواجبات الصحافة في نقل الخبر بعيداً عن الزيف أو الفبركة، فالصحافة تؤدي دور هام في المجتمع من خلال الأخبار والإعلام والاتصال. وحرية الصحافة في المملكة هي حرية قدمت للمجتمع البحريني على طبق من ذهب، وممارسة الصحافة بحرية هي ضمانة للتعبير عن حقوق الإنسان والتي تؤدي مهامها بكل أريحية في التعاطي مع القضايا المحلية والإقليمية ومراقبة أداء الحكومة ونقل المعلومات الصحيحة للناس، فالمجتمع لديه الحاسة في التفرقة بين الأخبار الصحيحة والزائفة، خاصة أن العهد الإصلاحي لجلالة الملك أعطى المواطن حقوق كثيرة جعلت منه فرداً فاعلاً وواعياً بما حوله وجميعها مؤشرات صريحة لما تتمتع بها الصحافة البحرينية اليوم من حرية.
ربما نطمح بأن يعلو سقف حرية الصحافة أكثر مما عليه الآن، إلا أنه على الجانب الآخر نطمح بأن يكون الناس أكثر وعياً بأهمية الصحافة ودورها في تعزيز الاستقرار المجتمعي، بعيداً عن اختراق الخطوط الحمراء التي تتعلق بأمن البلد والمصلحة الوطنية، بعيداً عن تشويه الحقائق وتزييفها، والابتعاد عن بصمات الطعن في الوطن من أقلام البعض، فالحوار الهادف وطرح الآراء المصيرية غاية نبتغي منها التطوير والتغيير، ولكن ليس على حساب سمعة الوطن وسمعة المواطن والمقيم، ويجب التفريق هنا بين حرية التعبير وبين التشهير والقذف بغية طرح الخصم أرضاً.
حرية الصحافة والتعبير ليست بمعزل عن حقوق الصحافي والإعلامي فمثلما لكل مهنة وعمل خطوط واضحة وبعضها خطوط حمراء، للصحافي أيضاً حقوق كثيرة في ممارسة مهنة الصحافة يعلمها الكثير، منها حقوق تحفظ استقلاليته في تناول القضايا أو طرح الآراء، وتحفظ سمعته وكرامته بجانب حقه في الحصول على المعلومة.
وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أهنئ جميع الصحافيين في جميع الأقطار بهذه المناسبة، وأهنئ أيضاً مملكة البحرين على ما تحظى به من حريات كثيرة منها حرية الصحافة.