احتلت مهنة الصحافة صدارة قائمة أصعب الوظائف في العالم وأكثرها تسبباً في الضغط العصبي حسب قائمة من 10 وظائف تتسبب في التوتر وترفع من احتمال الإصابة بالكآبة نشرتها مجلة «فوربس» الأمريكية هذا العام، وفسرت المجلة تصدر مهنة الصحافة المهن الصعبة لأنها تتعامل مع الرأي العام الذي يزيد من صعوبة مهام الصحافيين، وما تتسبب فيه هذه المهنة من استنزاف للجهد والوقت. في مقابل الأجر «المتواضع» الذي يحصل عليه الصحافي نظير ساعات العمل الطويلة.
وإذا ما تحدثنا عن «الصحافي» فإننا نتحدث عن الإعلاميين بشكل عام من مراسلين إلى معدين ومنفذين ومخرجين ومذيعين، فالعمل في حقل الإعلام ليس سهلاً كما يعتقد البعض، وصناعة مادة إعلامية صحافية كانت أو مرئية أو مسموعة أو إلكترونية تستلزم الكثير من العمل تحت ضغط وجهد ليس بالهين. وهذه الدراسة ليست الأولى التي تكشف أن مهنة الصحافة والمراسلين تأتي في مراتب متقدمة من قائمة الوظائف «الصعبة»، بل إن عدداً كبيراً من الدراسات أكد أن العمل كمراسل أو صحافي أو إعلامي بشكل عام يعد من الوظائف الصعبة حتى تعارف الناس فيما بينهم على تسمية العمل في المجال الإعلامي بمهنة «المتاعب».
ولكننا كإعلاميين تنشرح صدورنا وننسى تعب المهنة في كل مرة نسمع فيها توجيهات القيادة بدعم الإعلاميين، ومازال الأمل يكسونا ونحن نستمع إلى توجيه الجهات المعنية بإعطاء مزيد من المكتسبات للإعلاميين.
وفي الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، وجه صاحب الجلالة ديوان الخدمة المدنية لإقرار كادر الإعلاميين، هذا الكادر الذي سيضع الإعلاميين في مكانهم الصحيح ويكسبهم التخصصية شأنهم شأن جميع الوظائف الأخرى.
كما وجه صاحب الجلالة إلى تعاون جميع الجهات مع الإعلاميين وتزويدهم بالمعلومات المطلوبة. وأعتقد أن توجيه صاحب الجلالة لوزارة الإسكان في التعجيل في تنفيذ مشروع إسكان الصحافيين هو الخبر الأروع بلا منازع ولكن؟
ما هو تعريف «الصحافي» في مملكة البحرين؟ هل الصحافي هو الموظف الرسمي في الصحف المحلية والذي يمارس مهنة الصحافة؟ أم هو من يعمل في أي وظيفة إدارية في الصحف اليومية؟ هل من يعمل كإعلامي في الإذاعة أو التلفزيون يعد «صحافياً»؟ هل رسام الكاريكاتير من ضمن «الصحافيين»، وهل نحن «كتاب الأعمدة» نحسب من الصحافيين؟! أو هل من هو مسجل في جمعية الصحافيين ودفع الرسم السنوي المطلوب هو «صحافي»؟ هل العاملون في المجلات والصحف الإعلانية هم «صحافيون»؟ وماذا عن «المرأة» الإعلامية هل سيكون لها نصيب في إسكان الصحفيين؟! أم سيكون المشروع «للذكور من الصحافيين»؟ وماذا عن العاملين في إدارات الإعلام في الدوائر الحكومية؟ هل هم مشمولون في تعريف الصحافي؟!
إن مشروع بيوت الصحافيين مشروع رائد، وهو مشروع مطبق في معظم دول العالم، وكل العاملين في قطاع الإعلام من البحرينيين يأملون في الانتفاع بهذا المشروع السكني الذي سيكون أحد أرقى الأحياء في مملكة البحرين. ولكي لا تتحطم قلوب «الإعلاميين»، ولكي لا يصابوا بالإحباط فلنضع من الآن النقاط على الحروف، ولنضع تعريفاً واضحاً «للصحافيين» الذين سيكونون من المنتفعين بمشروع بيوت الصحافيين! ولنضع معايير «منطقية» تجعل أحد الصحافيين «يستحق» والآخر «غير مستحق».
وكل عام وأنتم تحتلون الصدارة في أصعب الوظائف.