الكلمة التي ألقاها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة تضمنت مجموعة من الحقائق التي ينبغي على كل مواطن خليجي أن يعلمها لأنها تعينه على تفسير كل قرارات دول مجلس التعاون المتعلقة بمحاربة الإرهاب وبالتحالف العربي، كما تبين له جانباً من النتائج الإيجابية لتلك القرارات الحالية والمستقبلية.
في تلك الكلمة اللافتة، اهتم نائب رئيس دولة الإمارات ببيان أسباب ونتائج إنشاء التحالف العربي الذي تقوده الشقيقة الكبرى، وما قام به وحققه في اليمن بشكل خاص، ولخصه في قوله «أحبطنا مخططات تحويل اليمن إلى بؤرة تهديد لدول الخليج»، كما اهتم بالتأكيد على أن دول مجلس التعاون ومن دخل معها في التحالف العربي ماضون في تحقيق الأهداف التي حددوها ومستمرون في العمل الذي بدؤوه ومصرون عليه، فقال «البارحة شيء وما بعد التحالف العربي شيء مختلف تماماً»، شارحاً أن روحاً جديدة بدأت تسري في أوصال علاقات الدول العربية الثنائية والجماعية»، وهو ما ينبغي الحرص على عدم ضياعه بعد كل السنين التي ظل فيها العرب متعلقون بأمل أن يأتي يوم كهذا، فما تم يعني أن العرب «عزموا على إحباط الأخطار التي تهدد أمن منطقتنا وعالمنا العربي»، وأنهم «قادرون على ذلك»، فالتحالف العربي «بقيادة المملكة العربية السعودية والمشاركة الفعالة لدولتنا أطلق روحا جديدة في أمتنا وكشف طاقاتها الكامنة ومنحها القدرة على الفعل والمبادرة والتأثير وأحل الأمل والرجاء محل اليأس من نجاح العمل العربي المشترك».
في حديثه المهم أعرب الشيخ محمد بن راشد عن تفاؤله بأن «هذه الروح الجديدة التي تسري اليوم في أوصال علاقات الدول العربية الثنائية والجماعية تدفع نحو بناء نظام أمن عربي يحفظ للعرب وجودهم، ويدفع عنهم غائلة التدخلات الأجنبية في شؤون دولهم، ويوفر مظلة أمنية لطموحاتهم في التنمية والاستقرار والتقدم».
فيما يخص اليمن الذي كان الدافع الأساس لإنشاء التحالف العربي قال إنه بسبب هذه الروح الجديدة «تم إحباط مخططات تحويله إلى بؤرة تهديد دائم لدول مجلس التعاون والعالم العربي بأسره وتم إلحاق الهزيمة بمشروع الانقلابيين وإرغامهم على قبول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 مما فتح أفقاً لحل سياسي يحفظ لليمن وحدته وهويته العربية ويمكن شرعيته من استكمال سيطرتها والنهوض بمسؤولياتها في إعادة بناء مؤسساتها ونشر الأمن وإطلاق التنمية وإعمار ما تسبب الانقلابيون في تدميره وتخريبه».
ولأن الهدف من إنشاء التحالف العربي لم يكن تخليص اليمن الشقيق فقط من مشكلته، أشار الشيخ محمد إلى ما تم ويتم من جهود «لإنضاج إطار لتسوية الأزمة السورية سلمياً»، وأعرب عن أمله في «أن تنجح الأطراف السورية المتنازعة في تحقيق هدنة دائمة، وصولاً لطي صفحة الحرب الأهلية واستئصال الإرهاب، وتمكين الشعب السوري من تقرير مستقبله وحشد جهوده، لإعادة إعمار ما ألحقته الحرب من دمار في النفوس والعمران، وإنهاء محنة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج».
كلمة نائب رئيس دولة الإمارات جاءت لتشرح بوضوح ما دار ويدور في الساحة الخليجية والعربية، ولتضع النقاط على الحروف، فيعرف الجميع الأهداف الخيرة من إنشاء التحالف العربي ويعرف ما تحقق حتى الآن خصوصاً في اليمن والأسباب التي أدت بالانقلابيين إلى قبول القرارات الدولية والمشاركة في المحادثات الجارية حالياً في الكويت بين الفصائل اليمنية لوضع نقطة في نهاية السطر.
أهمية كلمة الشيخ محمد تكمن أيضاً في أنها جاءت من قائد يعرف العالم أجمع أن الإنجاز الحقيقي بالنسبة له هو البناء، وهو ما يؤكد أن قرار إنشاء التحالف العربي جاء لأنه آخر الدواء.