ستظل البحرين مرفوعة الرأس في ظل هذا الملك حفظه الله حمد بن عيسى الذي أثبت يوماً بعد يوم أنه يحمل البحرين أمانة في عنقه من أجلها تحمل ما لا يتحمله أحد في مكانه ومن أجلها عض على النواجذ واحتفظ برباطة جأش قل أن يقدر عليها حاكم في زماننا وها نحن نرى الدلائل من حولنا، فشكراً له على قيادته لسفينتنا شكراً له على تحمله لنزق بعضنا. شكراً له على قيادة مرحلة هي الأصعب في تاريخنا وخروجنا منها بأقل الخسائر.
وأود أن أشيد بكيفية وآلية وكل ما تعلق «بمراسم غلق» ملف لجنة تقصي الحقائق التي تمت البارحة، إذ تم الاحتفال بحضور من جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد وحشد من الوزراء والمسؤولين، وألقيت الكلمات وسجلت ومنح القائمون على عمل اللجنة أوسمة الشرف، لتنهي البحرين فصلاً رغم مرارته إلا أنه لم يثنِها عن سيرها واستمرارها فخرجت من تجربتها مرفوعة الرأس كما كانت دائماً.
أود الإشادة بذكاء من أدار هذا الملف- من الجانب البحريني بالطبع- على مدار السنوات الخمس الأخيرة وصولاً إلى احتفاء البارحة والذي عمل بلا كلل لغلق هذا الملف بما يليق بسمعة البحرين معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي، فجاء ختامها مسك البارحة ليعيد الاعتبار لسمعة حاول البعض تشويهها لكن هامات السحب لا يصيبها عثر التراب.
أمس كان احتفاء بالبحرين التي نعرف أرض للطيبة والتسامح والعفو وبلد للحريات وللتعددية ودولة تتعلم وتتطور وتنمو وتواكب المستجدات، أمس كان الإعلان عن غلق ذلك الملف شاهراً ظاهراً للعيان مصوراً منقولاً حتى لا تكون لأحد حجة بعدها - وهنا الذكاء- والأهم أنه كان مدججاً بتصريح من رئيس اللجنة الذي عرفه كل بحريني عام 2011 بالسيد بسيوني الذي تعلقت الرقاب وهي تستمع لكلماته حين ذاك، يوم أن ألقى نتائج تقصي لجنته للحقائق، فغصت حلوق واشرأبت أعناق حينها، وإن لم يكن تقريراً منصفاً للبحرين في نظر العديد من أهلها، إلا أن البحرين تقبلته برحابة صدر وتحملت مسؤوليتها وعملت على جمع وتحقيق توصياته بلا كلل واستعانت بالخبرات واستعانت بأبنائها ورغم جهودها طوال السنوات الخمس، إلا أن من جعلها تتجرع المرارة ظل على نهجه بلا تغيير وبلا تفكير عقلاني، لا يرى تغيراً ولا يرى تطوراً ومنذ 2011 وهذا التقرير يشكل زاداً لهؤلاء جرت به ركبانهم وأصبح أيقونة من أراد بالبحرين شراً وانقلاباً على دستورها يستشهدون به كتقرير يبرئ حليفتهم إيران ويظهرها كالحمل الوديع وكأنها اتهمت زوراً وبهتاناً.
واليوم جاء بسيوني، لكنه جاء مقراً بما قامت به البحرين من خطوات وإجراءات مشيداً بتطور المنظومة الحقوقية يقدم شهادة معترفاً بها من قبل خصوم البحرين وأعدائها بأن البحرين أدت ما عليها بل ومقراً بما أنكرته اللجنة في بدايتها، وأصرت عليه البحرين وهو دور التدخلات الإيرانية في الأحداث وهو إقرار يأتي لاحقاً على ما أصبح من المسلمات ويشهد به العالم أجمع، لينهي فصلاً من المتاجرة بذلك التقرير.
فشكراً لمن تسلم وأدار هذا الملف شكراً لهذه الختمة التي روعي فيها أن تكون على درجة من الاحتفاء متساوية مع يوم الامتحان الأول، لتظل البحرين عالية محفوظة كرامتها رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين.
والشكر موصول لجميع من أشار لهم معالي الشيخ خالد بن علي وزيرالعدل من داخل ومن خارج البحرين من بريطانيا ومن الولايات المتحدة الأمريكية وكلهم شركاء فيما تحقق من إنجاز.
وأخيراً نحمد الله على سلامتنا وسلامة هذا البلد الطيب ونأمل أن تقدر البحرين من قبل من طعنها في ظهرها كوطن لا مثيل له واحة أمن وأمان بلداً للتسامح والتعايش والوحدة الوطنية.