من حسن حظ شباب البحرين أن من يقود ثورة تفجير الطاقات الشبابية هو أحد الشباب المنجزين المتألقين والمثابرين في عمله.
أتحدث عن الشاب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية وممثل جلالة الملك لشؤون الشباب والأعمال الخيرية سمو الشيخ ناصر بن حمد.
في فعاليات عديدة واجتماعات جمعتنا مع سموه، نجد واضحاً في عزمه وتصميمه التركيز على خدمة الشباب، والأهم «تمكينهم» من خلال فتح الأبواب أمام إبداعاتهم.
في مؤتمر الشباب الدولي الأخير، كانت كلمة الشيخ ناصر رائعة بكل ما تعنيه الكلمة، ما فرض على الجميع التصفيق لها والإشادة بها وبما تضمنته، خاصة حينما كان يخاطب الشباب وهو واحد فيهم، متجرد من أي منصب أو لقب، فقط كان تركيزه على أهمية نقل الخبرة، ورصد الإنجازات والنجاحات لأخذ الخبرة من أصحابها، ولأخذ العبرة والعظة.
الشباب في البحرين تمثل نسبتهم أكثر من نصف التعداد السكاني، وهم يحتاجون وبشدة لمصادر تمثل لهم أمثلة للإلهام ونماذج للاحتذاء، ولذلك أقول من حسن حظهم أن من يقود هذه المسيرة نجل جلالة الملك وهو شاب منهم وفيهم، سعيه واضح للعمل من أجلهم.
ومبعث الكلام هي الفعالية الأخيرة التي تمت تحت رعاية سموه وبتنظيم مميز كالعادة من وزارة الشباب والرياضة، والتي تقام للمرة الرابعة وتعنى بالإبداع الشبابي والتي رصد لأجلها سمو الشيخ ناصر جائزة للمبدعين والمتنافسين في الإنتاج الإبداعي من الشباب.
هذا الحدث الذي احتضنته البحرين لا يجب أن نمر عليه مرور الكرام، فتسليط الضوء عليه أقل الواجبات التي تؤدي لدعم الحركة الشبابية في البحرين، والتي يمكن بسهولة رصد عملية تطورها وتوسعها، بحيث باتت الأنشطة والفعاليات الشبابية التي تقيمها وزارة الشباب والرياضة بدعم من المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيسه سمو الشيخ ناصر، باتت تستقطب أعدادها وليست بقليلة من الشباب البحريني، وقدمت لنا نتاجاً مميزاً، وكشفت لنا عن طاقات وعقول يتوسم فيها الخير الكثير، لو نجحنا كدولة في احتضانها وتطويرها والاستفادة منها في بناء المستقبل.
أقول إنها لا يجب أن تمر مرور الكرام، وذلك بسبب الأرقام المميزة التي تضمنتها، والتي نافست على جائزة الشيخ ناصر بن حمد للإبداع الشبابي.
الفائزون في مجالات الجائزة المختلفة بلغ عددهم 52 شاباً وشابة، وهذا الرقم جاء بعد عملية فرز لمشروعات تمت المشاركة بها من قبل 111 بلداً من مختلف قارات العالم، حيث بلغ عدد المشاريع 5773 مشروعاً.
وحدها الأرقام تكفي لتوضح ما نريد قوله، إذ تخيلوا بأن البحرين استقطبت 5773 مشروعاً شبابياً، تمثل نتاج تفكير وعمل وإبداع شرائح شبابية مختلفة من حول العالم، ومن ضمنها طبعاً مشاريع لشباب بحرينيين.
كل واحد من هذه المشاريع التي قاربت الستة آلاف يمكن أن يمثل لوحده مشروعاً يمكن دراسته وإخضاعه للتنفيذ، إن تم استقراء نجاحه ومعرفة تداعياته الإيجابية، خاصة وأن القاعدة تقول إن أي فكرة وأي مشروع لابد وأن يتضمن جوانب إيجابية وزوايا مضيئة، بمعنى أن هناك مشاريع بأكملها تعد كشفاً وإضافة غير نمطية للواقع العملي، وبعض المشاريع قد تتضمن جوانبها وتفاصيلها أموراً ومناحي يمكن استغلالها لتطوير مشاريع قائمة، أو تصحيح مسار بعضها، أو تعزيز وتقوية بعض الأفكار.
الشباب لديهم طاقات غريبة وعجيبة بل لديهم أفكار مبهرة، هي موجودة في أذهانهم وعقولهم، وإن توافرت لهم البيئة الخصبة المهيأة لتنفجر، فهي بالضرورة ستنفجر مقدمة لنا نوعاً جديداً متطوراً من الإبداع.
هناك بالتأكيد تباين بين مستوى المشروعات والأفكار، بعضها قد يكون متقدماً، وبعضها قد يكون متواضعاً، لكن هذا ليس بعيب، بل المحاولة هي أساس النجاح والانطلاق، السعي للأفضل، والتجربة مرة واثنين وثلاثاً وعشراً هي التي تحول الأحلام إلى واقع وهي التي تحول الأفكار إلى مشاريع ناجحة.
اليوم العالم لديه العديد من المقومات التي بها ينهض الاقتصاد وتتطور المجتمعات، نعم هناك أوجه متعددة للطاقة، وهناك رؤوس الأموال والمعادن وغيرها، لكن كل هذا لا يعني شيئاً إن لم تتوافر العقول الذكية لإدارته. وقد تتأتى عملية الإدارة لأي كان، لكن التميز فيها لا يكتب إلا لأصحاب الأفكار الإبداعية والطاقات الطموحة.
لذا أقول إن مثل هذه الفعاليات تمثل مكسباً للبحرين، سواء من ناحية السمعة العالمية، أو من ناحية الاستفادة الداخلية عبر تشجيع الشباب البحريني على التفكير والإبداع، والاختراع والابتكار، وهو الأمر الذي بديهياً تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع، لكن شريطة أن نستفيد من هذه الطاقات وأفكارها، وأن نمكنهم ونسندهم.
هذا ما أراه شخصياً يمثل سعياً جلياً وواضحاً في تحرك سمو الشيخ ناصر في هذا الاتجاه، وهو الأمر الذي ندعم فيه نجل جلالة الملك الشاب ونشد على يده فيما يمضي إليه، خاصة وأنه اليوم خلق شريحة ضخمة من الشباب البحريني الذين يثقون به ويتابعون خطواته ويستلهمون الطموح والتحدي في كلماته.
الجميل في الموضوع أن سمو الشيخ ناصر يترجم بكل وضوح توجيهات جلالة الملك حفظه الله بشأن الشباب واحتضانهم وتمكينهم، ولهذا مثلت هذه الفعالية وما سبقها من فعاليات شبابية رائعة في التنظيم والمضمون خير دليل وإثبات على أن البحرين باتت بالفعل مركزاً ريادياً عالمياً لتحفيز العقول الشبابية المبدعة.
شكراً لك سمو الشيخ ناصر، وإلى المزيد من النجاح في دعم شباب هذا الوطن.