حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، دائماً حكيم في تناول جميع القضايا، وخصوصاً القضايا المصيرية، ودائماً تأخذنا حكمته إلى بر الأمان، لأننا نؤمن مع جلالته بأننا أصحاب حق، وأصحاب الحق لا يمكن أبداً أن يدخل في نفوسهم الشك والريبة في تحقيق الإصلاح، ومثلما نقولها بلهجتنا الجميلة الدارجة «لا تبوق ولا تخاف»، والواثق من نفسه دائماً يكون الفائز لأنه واقف على أرض صلبة بثوابت واحدة لا تتغير وبقيم متأصلة من الدين والعادات العريقة التي لا تأخذ أبداً منحنى الشك أو النكران لأرض الوطن.
انسياق البعض وراء «الربيع العربي» في محاولة لاختطاف البحرين في 2011 لصالح أجندات أجنبية لا يمكن أن ينكره أحد، ولنقطع الشك باليقين، ما جاء في تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق وما جاء على لسان البروفيسور محمود شريف بسيوني بأن التقارير الأمنية تشير إلى تدخل أطراف أجنبية إقليمية هدفت إلى زعزعة أمن واستقرار البحرين في محاولة فاشلة لقلب نظام الحكم، وهذا تأكيد على أن المواطن البحريني الشريف لم يشك لحظة في أن الفوضى التي اعترت البحرين في 2011 لم تكن انتفاضة شعب بل كانت مؤامرة دنيئة لجر البحرين لمتاهات الحروب الأهلية والطائفية بل كانت صفقة يشوبها الخيانة من البعض لجعل البحرين بوابة عبور للإرهاب الإيراني لدول الخليج.
منذ خمس سنوات والشعب البحرين يحاول أن ينسى سنة 2011، ولكن من الصعب على الجميع أن ينسى ما حدث في ذلك التاريخ – أصبحنا مثل بعض الشعوب التي تكره تاريخ «13» – فبالرغم من أن الشعب البحريني طيب ومتسامح ويحب أن يعيش بسلام إلا أن معظم الناس تأبى أن تنسى ما حدث لأن الشعب يرفض أن يعيش في العسل ويترك الخلية الإرهابية تعبث وتخطط من جديد، ويرفض الشعب البحريني الحر أن يعيش في نفس الدوامة، دوامة الخوف وعدم الاستقرار، وبالرغم من أن زيارة البروفيسور بسيوني مفرحة بعد إعلانه أن جميع توصيات لجنة تقصي الحقائق قد تحققت، إلا أنه جعلنا نسترجع مرحلة كانت الحياة في البحرين شبه مشلولة، لا تنمية، لا تقدم، لا تطور، كانت البحرين على شفا حفرة من الضياع والتشتت والخوف في حضرة الإرهاب.
مشكلتنا في البحرين «النفرات» الذين لا يعجبهم العجب، ولا تعجبهم الإصلاحات الواضحة والبارزة للجميع في جميع المجالات، ومساعي القيادة الرشيدة للتوافق من أجل البحرين، فقد كان «التفرعن» على حوار التوافق الوطني واضحا، رغم أن الحوار الوطني كان سلاحاً قوياً لمزيد من الإصلاح والمصالحة مع جميع الأطراف، حتى في لجنة تقصي الحقائق لم تعجبهم النتائج، وما تحقق من إنجازات باهرة، ويشهد للبحرين هذا الحراك السريع في تنفيذ ما جاء من توصيات، «والله» لو تمت إدانة الوطن لفرح من يزعم أنه محب لوطنه، ولسمعنا نعيق الخيانة يجوب العالم فرحاً وشماتة في الوطن، ولكن سفينة الإصلاح تسير واثقة حتى بعد ما تحقق من توصيات لجنة تقصي الحقائق إيماناً من قيادتنا الرشيدة بأن المسيرة الإصلاحية لا توقفها عثرات أو نفرات أو تهديدات أو تدخلات أجنبية، فخططنا واحدة وهدفنا واضح.