كلما أمعنتم بالتدخل في الشأن الداخلي البحريني كلما عقدتم المسألة أكثر، كلما نصبتم أنفسكم مدافعين عن مجموعة معينة، كلما باعدتم بينهم وبين بقية شرائح المجتمع، كلما وضعتم أنفسكم وسطاء لطرف كلما قلصتم فرص اندماجهم في المجتمع ومصالحتهم مع بقية شرائح المجتمع ومصالحتهم مع النظام بالتالي، هذه قاعدة بسيطة جداً جداً، ففي نظر المجتمع البحريني «عدا المجموعة التي تدافعون عنها» سنة وشيعة شهادتكم مجروحه وغير مقبولة، وارتباط أي طرف بكم يضعف مصداقيته محلياً، فإن كنتم لا تعلمون فتلك مصيبة وإن كنتم تعلمون فالمصيبة أعظم لأنكم هنا تتعمدون إقصاءهم عن شركائهم وتتقصدون بقاء الحاجز بينهم وبين شركائهم، إنكم في هذه الحالة تريدونهم «مسماراً لجحا» تعودون للبحرين للاطمئنان عليه بين فينة وأخرى!!
سجلكم في ملف حقوق الإنسان معيب تاريخياً وحاضراً ونجاة المدانين على جرائم التعذيب من جنودكم من العقاب مسألة حاضرة لا نستعين بها من الذاكرة، وهذا «التفلسف» حول هذا الملف تحديداً الذي نشهده في مؤتمراتكم الصحفية بين أسئلة معدة وجواب جاهز وتوزيع أدوار بين السائل والمسؤول مسرحية سمجة مخرجها وكاتب سيناريوهاتها لا يجيد فن السرد أبداً.
وفيما يأتي نص الأسئلة المتعلقة بالبحرين وإجابات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية عليها:
الصحفي المهتم في البحرين كثيراً والذي اقتطع من وقت المؤتمر زمناً طويلاً وهو أخذ راحته في السؤال عن البحرين دون مقاطعة فيما العالم يشتعل من حوله في سوريا واليمن والعراق وأوروبا والصين وووو خص البحرين بكل هذا الاهتمام فسأل: في الآونة الأخيرة، وتحديداً في نهاية الأسبوع الماضي، ذكر رئيس لجنة تقصي الحقائق التي شكلت للنظر في الاحتجاجات وأعمال العنف أن جميع التوصيات التي ذكرها تقريره قد تم تنفيذها. أتساءل ما إذا كانت الإدارة تشاطره هذا الرأي، أو أنه مازال هناك تقدم في العمل، وأن هناك المزيد مما يتعين القيام به؟ «يا عيني على تلقيم الجواب مع السؤال»
- أنت تتحدث عن اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، والبروفيسور بسيوني؟
نعم. «المتحدثة تعيد السؤال للتأكيد فقد يكون أحد الحضور لا يعرف أين تقع البحرين»
- نحن على علم بالتقارير الإعلامية المنسوبة إلى رئيس لجنة التقصي، البروفيسور بسيوني. يمكنك الرجوع إلى حكومة البحرين أو إلى السيد بسيوني للإجابة عن أية أسئلة تتعلق بزيارته الأخيرة للبحرين وتقييمه لما تم تنفيذه من توصيات اللجنة. «بمعنى أننا لسنا معنيين بالزيارة الأخيرة ولسنا معنيين بالسيد بسيوني من أساسه، نحن لنا تقريرنا الخاص ولجنتنا الخاصة المتفرغة لأهل البحرين»
أودُّ الإشارة أيضاً إلى أن الكونغرس طلب منا تقريراً عن تقييم الإدارة لتنفيذ مملكة البحرين توصيات لجنة تقصي الحقائق. نحن على وشك الانتهاء من هذا التقرير. وكما قلنا سابقاً، قامت الحكومة بتنفيذ عدد من الإصلاحات المهمة، بما في ذلك التوصيات الرئيسة التي وضعتها اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق. تشمل هذه الإصلاحات تدريب قوات الأمن على مسائل حقوق الإنسان، إنشاء مؤسسات تعنى بالرقابة والمساءلة، إعادة بناء المساجد التي هدمت في العام 2011. «كلام جميل يمهد لما بعده»
و»تكمل حفظها الله» إنما مازلنا نبدي مخاوفنا في لقاءاتنا الخاصة والعلنية مع الجانب البحريني بشأن العديد من المجالات التي شملها تقرير لجنة تقصي الحقائق، بما في ذلك القيود المفروضة على حرية التجمع السلمي والعمل السياسي، وتجريم حرية التعبير، وأهمية المصالحة.
«الخارجية الأمريكية هنا تعطي لنفسها حق تقدير الظرف المناسب للتجمعات في المنامة وتعطي لنفسها الحق في تصنيف ماهية العمل السياسي، أما المصالحة فاسمحوا لي لا يبدو أنكم معنيون بها»
«المهم أن الأخ الصحفي شعر أن الحضور لم يفهموا كلام المتحدثة فوضع الإجابة على لسانها بشكل أكثر وضوحاً متفرغين هو والمتحدثة للبحرين» فقال: بعبارة أخرى، سواء كانت هذه التصريحات للسيد بسيوني أو لشخص آخر، فإن الإدارة لا تعتقد أنَّ كل التوصيات تم تنفيذها. صحيح؟
- مازالت لدينا بعض المخاوف. ونحن نعتقد أن بعض هذه التوصيات قد تم تنفيذها..
«الصحفي لم تعجبه الإجابة فأراد تلقين المتحدثة ماذا تقول»: لكن البعض الآخر لم يتم تنفيذه حتى الآن؟
- مازالت لدينا بعض المخاوف بهذا الشأن.
حسناً. ولكن ألا تعتقدون أن تنفيذ التوصيات قد تأخر لعدة أشهر؟ «يا عيني على رأي عادل أمام سايبين الشقة وقاعدين في أوضة» تركوا العالم وواحد يرفع والثاني يكبس فقط في موضوع البحرين.
- لذلك وجهت هذا السؤال بالتحديد وتم إعلامي للتو بأن الأمر يتعلق بالكونغرس. نحن ندرك هذا الأمر بشكل كامل، وملتزمون بإعداد هذا التقرير.
هل تأخر صدور هذا التقرير؟
- لا أعلم بالضبط.
هل يمكن اعتبار ذلك من فبراير/ شباط؟
- لست متأكدة من ذلك.
أنا أعتقد ذلك، ونحن الآن في مايو/ أيار. «ويحدد لها الشهر ويصر إصرار»
- نحن ملتزمون بتسليمه إلى الكونغرس. والعمل جارٍ عليه حالياً.
حسناً. هل يوجد لديكم إطار زمني للانتهاء منه؟ «أصبح الأمر مضحكاً هنا لهذا الإلحاح»
- كلا.. للأسف.
أعتقد أن هذا التقرير -بعد الانتهاء منه وتسليمه إلى الكونغرس- سيقدم نتيجة أكثر تحديداً ودقة.. صحيح؟ «بمعنى بيان بسيوني سيرمى في سلة القمامة وبيانكم هو الذي سيعتمد»
- أعتقد أن التقرير الذي نعمل على إعداده سيكون شاملاً، لدينا في وزارة الخارجية ممثلون يعملون على الانتهاء من هذا التقرير الشامل والدقيق الذي يتضمن معلومات من مصادر متنوعة. «ما تعليقكم على بيحبني.. ما بيحبنيش؟ وهذا الحوار الممتد بكل بطء الدنيا، فلم الاستعجال فحقوق الإنسان في البحرين مهدرة على الأرصفة»
ماذا عن الناشطة زينب الخواجة؟ هل تم الإفراج عنها؟ «أيوا.. هذه هي القمندة»
- نحن على علم بأن وزارة الخارجية البحرينية أعلنت يوم الإثنين الماضي أن زينب الخواجة سيتم الإفراج عنها. إلا أنها، على حد علمنا، لاتزال في السجن مع طفلها حتى الآن. إننا نتابع هذه القضية عن كثب منذ اعتقالها، وقد ناقشنا هذه المسألة مع حكومة البحرين. لا أملك المزيد من المعلومات، وأما بشأن وضعها الحالي، فيمكنك توجيه السؤال إلى الحكومة البحرينية. «وهل أبقيتم للحكومة البحرينية وزناً؟»
«الصحفي فاضي والمتحدثة الرسمية فاضية والمؤتمر فاضي والعالم فاضي.. ويكمل الاثنان» حسناً، هل هناك نية لدى الوزير في إثارة هذا الموضوع بشكل شخصي؟؛ لأن حكومة البحرين تعهدت له بذلك شخصياً أثناء زيارته المنامة.
- لا يمكنني التعليق على محادثات الوزير، إلا أننا نتابع هذه القضية عن قرب «انتهى المؤتمر» بعد أن نام بقية الصحافيين.
تعليقي:
أكدتم ما نعرفه وما تسرب من مراسلات هيلاري كلنتون مع جيفري فلتمان وما أثبتته الأيام أنكم وسيط غير مؤتمن لطرف منعزل عن شعب البحرين وهم «المجموعة» التي حاولت الانقلاب على الدستور، وأنكم منحازون لهم وبعضهم تعاون معكم وتعاونتم معه بشكل يجعلكم شريكاً لهم لا وسيطاً لهم.
الخلاصة؛ نعيدكم لمقدمة المقال.. خذوا هذه النصيحة وتفكروا فيها، ولو كنت محل هذه المجموعة لكنت أرسلت للخارجية الأمريكية هذه الرسالة «اللي يرحم والديكم لا تجيبون سيرتنا على لسانكم، دعونا نشق طريقنا وحدنا علنا نجد شركاءنا في محل ما يقبلون عودتنا».