الوقت الذي تضيعه «المعارضة» في تكرار ما قاله البروفيسور محمود شريف بسيوني أو ما نسب إليه قبل خمس سنوات والآن يمكن أن تستفيد منه في أمور أخرى تؤكد من خلالها أنها «عملية وواقعية ومنطقية وتفكر في من ترفع شعار الدفاع عنهم»، ذلك أن تلك الصفحة طويت ولم يعد مهماً ولا مفيداً قول أي شيء عنها، وكل ما قيل في الأيام التي تلت الاحتفال بالانتهاء من تنفيذ التوصيات لا يقدم ولا يؤخر، خصوصاً وأن العالم يرى الأمور بمنظار مختلف لا تحكمه العاطفة. ما يفيد هو التفكير في إيجاد مخارج مناسبة تعين على التوصل إلى الانتهاء من المشكلة التي تم إدخال البلاد فيها وعرضتها لشتى أنواع المخاطر طوال السنوات الخمس الماضية. ما قاله بسيوني ليس مقدساً، والتوصيات يختلف بشأنها طالما أنه يمكن النظر إليها من زوايا مختلفة. أي أنه ليس بالضرورة أن تكون الزاوية التي تنظر «المعارضة» منها إلى التوصيات هي الصحيحة، وليس بالضرورة أن تكون الزوايا الأخرى التي يتم النظر منها إليها هي الخاطئة. اليوم لا ينفع كل نقد يوجه إلى تلك التوصيات، فبسيوني نفسه شهد أن الحكومة نفذتها وزادت عليها، ولا يمكن منطقاً أن يتم التصريح بالنيابة عن مثل هذه القامة ويظل ساكتاً من دون أن ينفي أو يصرح تصريحاً يتضمن تفاصيل وتبريرات. أما نقل هذه الصحيفة أو تلك عنه والقول إن تصريحاته لم تنقل بدقة فلا قيمة له أيضاً، فمثل هذه التصريحات القوية لا يكفيها رد ضعيف كهذا، فلو لم تكن دقيقة لقال عنها ذلك حتى أثناء التكريم. أياً كان، فمرحلة بسيوني انتهت، وصار على «المعارضة» أن تنسى هذا الموضوع وتنشغل بما هو أهم، فهناك الكثيرون ممن لايزالون يعانون بسبب الأخطاء التي ارتكبتها وبسبب ضعف خبرتها، وهناك من الظروف ما لو استغلتها بشكل صحيح لتمكنت من تقديم مشروع واقعي يمكن أن يؤدي إلى حل المشكلة من جذورها، فرمضان يقترب، وروحانيته يمكن أن تعين على تقبل كل الأطراف ذات العلاقة لبعضها البعض، والأكيد أنها تأكدت أنه ليس نافعاً وضع البيض في سلة المتغيرات الإقليمية، فما تشهده المنطقة من تطورات لا يمكن أن يصب في صالح «المعارضة»، ونظرة خاطفة إلى ما تعرض له «المستشارون الإيرانيون» في سوريا والعراق أخيراً كفيلة بتأكيد هذه الحقيقة. انشغال «المعارضة» ببسيوني وتوصياته وإشغال الناس به وبها يأخذ من جهد الجميع ويؤخر التوصل إلى حل للمشكلة. ما ينبغي أن تنشغل به وتشغل به الناس هو التفكير في إنتاج مشروع يشجع الحكومة على اتخاذ خطوات إيجابية يعود نفعها على الجميع وليس على أفراد معينين تعتبر إطلاق سراحهم نصراً مؤزراً، فليس سيناً أو صاداً من الذين صاروا في مأزق وتضرر مستقبلهم هم من ينبغي أن تطالب بإخراجهم فقط من ذلك المأزق ولكن أن تعمل على تخليص الجميع، وقبلهم تخليص الوطن، مما صاروا يعانون منه بسبب سوء تقديرها وتضييعها للفرص.كل الندوات التي عقدت والتي قد تعقد لمناقشة ما جرى من أول قبول بسيوني لمهمته وحتى الاحتفال بتنفيذ توصياته وتكريمه، وكل ما تم نشره وما سيتم من تغريدات وتصريحات للفضائيات السوسة بهدف تشويه سمعة الحكومة والحديث عنها بسلبية لن يفيد، أو بالأحرى لن يفيد الناس الذين تضرروا ويعانون. الأحرى بـ»المعارضة» أن تجتمع لتتفق على مرحلة ما بعد بسيوني وأن تضع في اعتبارها أن هناك من يستحق أن تفكر في أوضاعهم بجدية ولا ينفعهم النقاش العقيم لا عن بسيوني ولا عن غيره.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90