الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبحث عن عمل، ومحامٍ إماراتي يعرض عليه عمل في مكتبه بحسب ما نشره على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، المحامي الإماراتي قدم عرضاً مغرياً لأوباما، راتب وسكن وتذاكر سفر للدول العربية، وأي باحث عن عمل بالتأكيد سيلهث وراء هذا العرض المغري – ويبدو أن فقط الأجانب هم الذين يحصلون على مثل هذه العروض – عموماً وظيفته هي السفر والتنقل بين الدول العربية وتستهدف التعرف عن كثب عن الإسلام وسماحته والتقرب من المسلمين والعرب، بعيداً عن الطائفية والتمييز وبعيداً أيضاً عن عقيدة أوباما التي كشفت عن تقيته، ويبقى السؤال هل نحن العرب والمسلمون بحاجة إلى أوباما؟ هل سينصفنا بعد فترة رئاسته، بعد ظلمه للعرب والمسلمين بتصريحاته وشنه العداوة ضدنا؟ وهل سيسترد ثقتنا وصداقتنا له مثلما كان عند توليه رئاسة الولايات المتحدة؟
لا نلام إن فشلنا في فترة رئاسة أوباما أن نبين ما هو الإسلام ومدى سماحته، فقد حاولنا كثيراً أن ينظر إلينا بعين الحيادية بعيداً عن الصفقات المشبوه والتجارة بسمعة الإسلام والمسلمين، لأنه للأسف وهو في عقر داره ووطنه فشل في أن يقضي على التمييز العنصري المتفشي عند البعض من شعبه، فشل - وهو أول رئيس للولايات المتحدة ذو بشره داكنة - أن ينقل لهم سماحة المسيحية، وبأنه دين لا يفرق بين الأجناس أو الألوان أو المعتقدات، في ظل التعايش السلمي بين الجميع، فإذا لم ينقل ذلك لشعبه فكيف له أن يفهم الإسلام؟! الإسلام بحقيقته السمحة وليس بحقيقة المنظمات الإرهابية التي تتوارى وراء الإسلام، والتي تلبس ثوباً مثقوباً باسم الشريعة الإسلامية، أوباما لم يسع ولم يبال ولن يكترث بعد أن يكون عاطلاً عن ممارسة الحياة السياسية أن يهتم بنا أبداً، وإنما سيسعى وهذا مؤكد كغيره، سيهتم بكتابة مذكراته عن فترة رئاسته، مذكرات وذكريات سطحية فهو لن يتجرأ أن يفصح أبداً عن عقيدة البيت الأبيض في تناوله لقضايا الشعوب حتى عن الشعب الأمريكي نفسه.
البحث عن وظيفة «مو عيب ولا حرام» حتى بعد التقاعد – ويا كثر المتقاعدين عندنا بعد موجة التقاعد هذه الأيام – بعض المتقاعدين عن العمل طاقة تريد أن تعمل وأن يستفاد من خبراتها تريد أن تعطي وأن تطور، ربما يتعب ويمرض المتقاعد لأنه يشعر أنه غير فاعل برغم خبراته الطويلة والمتراكمة، ويأسف أن تهدر بين القهاوي والمجالس الشعبية غير الهادفة، ليكون في آخر المطاف شخص يسجل حضور وغياب «اعيله وأهل بيته»، أو أن يشرف على «كهربة البيت»، فنحن لا نعيب أن يبحث شخص مثل أوباما عن عمل لأن العمل بحد ذاته عبادة ما دام الرزق حلال، المشكلة في أي وظيفة يصلح لها أوباما بعدما فشل أن يستعيد للولايات المتحدة هيبتها، فمنذ توليه والعالم في صراع وخلاف وقتال، فشل الرئيس أوباما أن يرسي قواعد السلام بين الشعوب فهو من جعل الولايات المتحدة ترجع إلى الوراء بل باتت نظرات العالم لها تبطنها الإخفاقات بعدما كانت أمريكا بلد يحسب لها ألف حساب، هو من زاد الطين بله في الشرق الأوسط لمفهوم الإنسانية في سوريا، والكرامة للعراق، في حريات الشعوب، نحن لا نحتاج مثل أوباما أن يبحث عن الإسلام الحقيقي ويتعمق في سماحته ولا نريده بيننا حتى من باب الدعابة، ولكن يبقى السؤال ماذا لو لم يجد أوباما وظيفة بعد الرئاسة؟ ماذا سيصنع وماذا سيقول وكيف سيكون بعد ذلك؟ المشكلة ليست في تبني حقيقة الإسلام فالإسلام واضح ولكن تبقى تقية أوباما باباً مفتوحاً بعد أن يصبح عاطلاً عن العمل.