في أقل من ثلاثة أشهر شهدت المملكة استشهاد أحد رجال أمننا البواسل وإصابة آخرين، في عدد من القرى ومنها كرباباد وسترة والبلاد القديم، حيث استخدمت الميليشيات الإرهابية كل ما تملك من أسلحة ومنها القنابل والمسدسات وغيرها من الأدوات الإرهابية.
قد يكون ما استخدموه من أدوات لا يعكس حقيقة وضعهم الحالي، إذ إن الكيانات الإرهابية في المملكة قد وصلت إلى مرحلة الفوضى من التنظيم واتخاذ خطواتها التصعيدية، وأنها تقوم حالياً بكل ما هو متواجد بحوزتها من أسلحة حتى لا يغفل عنها الإعلام المعادي، وبالأخص قنوات الكذب والخداع والتي تخصصت في قلب الحقائق وتدنيس مهنة الصحافة والإعلام.
إن الإرهابيين الذين قاموا بتلك الأعمال المخلة بالإنسانية والتي تطعن كل مفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة، لا يزالون يبحثون عن المجد في عالم الكذب الذي تم تصويره لهم من قبل المحرضين الذين يدعون أنهم رجال دين، حيث إنهم تابعون لنظام «ولاية الفقيه»، والذين يحاربون البحرين بكل معتقداتهم وأساليبهم الماكرة والخادعة فهم يطلقون أحكامهم بمعنى «أنت ليس معنا إذاً فأنت ضدنا!».
والتحليل الوحيد الذي لا مفر منه لما يجري بالمملكة اليوم، هو أن قوى العالم الخارجي لا تنظر لهم، فقد أصبحوا ليس لهم أية أهمية فهم خرجوا عن مسار المصالح الأجنبية في المنطقة، لا سيما أن الحرب بسوريا واليمن والعراق هي الأهم بما تحمله من تقلبات بحال خارطة الشرق الأوسط الكبير وفق الخطة الأمريكية لتقسيم المنطقة.
من جهة أخرى، للأسف رغم الفرص التي منحت لهولاء الإرهابيين إلا أنهم لا يزالون محاصرين في معتركهم القروي الذي لا يجدون للوجه الآخر أي نظرة، فلو نظروا للأخبار أو اطلعوا على الدراسات الدولية سيتبين لهم أنهم جزء من المؤامرة التي تستهدف الإسلام وإضعاف الدولة لنزف ثرواتها، وبالتالي عليهم ألا يستمعوا لذلك الخطاب الديني السياسي الذي يقودهم للهلاك، وعليهم أن يضعوا الدين لأنفسهم والوطن للجميع، فلا يمكن أن يخلق التعايش من دون قلوب مجتمعة على محبة الوطن وليس محبة وطن لا يملكون حتى هويته، فإيران المحرضة لهم لو أرادت لهم الحياة الكريمة لنصحتهم بأن يتعايشوا، ولكنها تعلم أن هذه المجموعة الإرهابية من الخارجين عن القانون هم وسيلة لتحقيق رغباتهم في سقوط الدولة ويكون لها النصيب في احتلالها كالعراق وسوريا، وهي تعلم كذلك أن عناصر تلك الفئة كما خانوا وطنهم فهم سيخونونها يوماً من الأيام لأن الخيانة هي حياتهم التي صنعوا بها أنفسهم.
وفي الختام، نخلص إلى أن، الإرهاب في البحرين قصة قاربت على الانتهاء، فالإرهابيون يحاولون تدمير كل شيء بالدولة، بل يسعون إلى خلق أزمة حقيقية بكل معاييرها، فاستهداف رجال الأمن جزء من المخطط القادم لهم، حيث يسعون إلى جعل مناطقهم أوكاراً لقتل رجال أمننا، ويجعلونها كذلك مناطق مستقلة بذاتها، إلا أن البحرين دائماً عبر التاريخ راسخة على الخارطة بوجهها المعاصر الذي مهما كانت التحديات الداخلية والخارجية فهي تواجهها بكل معاني الإنسانية والنصح والإرشاد والحزم، وتصحيح المسار نحو دولة مستعدة لكل ما هو قادم، فالمحرضون على منابرهم مستمرون وحناجرهم تذوب من الصراخ والبحرين تبقى شامخة أمامهم وتقول هل من مزيد؟!