الاحتفالية التي أقيمت يوم أمس، وأعني بها جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله، شهدت عدة مواقف جميلة مترابطة. أول هذه المواقف هي الرعاية الكريمة من «نصير الصحافة البحرينية» و«عرابها» و«أبوها الروحي» الأمير خليفة بن سلمان، والذي منح كثيراً من وقته أمس لأهل الصحافة من صحافيين وكتاب وغيرهم، وقف معهم، وتكلم، وداعبهم، وسأل عن أولهم وآخرهم، أصغرهم وأكبرهم، بل تذكر صحافيين كانت لهم تساؤلات، فطلبهم يوم أمس ودردش معهم. رعاية رائعة من قائد رائع، له في مكانة الصحافيين المخلصين البحرينيين مكانة عالية رفيعة، وهنا لا نخطئ إن قلنا بأن أكبر جائزة يقدمها لنا الأمير خليفة بن سلمان، هو دعم خليفة بن سلمان نفسه، هو تأييده لنا، وتحفيزنا، وسعة صدره وتقبله لما نكتبه من نقد، واهتمامه لما نكتبه من آراء. وعليه فإن أول المشاهد الجميلة، هو مشهد خليفة بن سلمان مبتسماً بين «أهله» الصحافيين، وبين «أحبابه» الكتاب، وبين «أصدقائه» الإعلاميين، فشكراً مليون لا تكفيك يا أسد البحرين. المشهد الجميل الآخر يتمثل في كلمة وزير الإعلام، الأخ علي بن محمد الرميحي، كلمة رائعة بحق، والأروع أن كاتبها الوزير نفسه ولا أحد غيره، فيها من المضامين ما نتفق معه فيها بالحرف، فيها من تشخيص الحالة الإعلامية ما يضع اليد على الجرح، وفيها من بيان الموقف البحريني الأصيل مما يطالنا من استهداف إعلامي مغرض، ما يجعلك تطمئن بأننا ولله الحمد وصلنا لمرحلة نضوج إعلامي فيما يتعلق بالدور الوطني المطلوب دفاعاً عن بحريننا الغالية وقيادتها ونظامها. المشهد الثالث الجميل تمثل بكلمة ارتجالية من قبل رئيس لجنة التحكيم للجائزة الدكتور إبراهيم غلوم، وهنا لن أطيل لأنني مهما كتبت سأجحف القامة الرفيعة للدكتور إبراهيم حقها، فقط أطلب ممن بالفعل تستهويه الصحافة، ويميل للأدب، ويحاول تعلم فنون الخطابة، والإيجاز في التعبير مع تضمينه جزالة اللفظ، أن يعود لكلمة الدكتور الارتجالية. كلمة بالنسبة لي كانت «فاصل أدبي رفيع وفخم»، منه يتعلم المستمع الكثير. المشهد الرابع الجميل، تمثل بخطوة ذكية وممتازة عبر استضافة الكاتب الأوروبي ميشيل بيلفر، والذي ألقى كلمة، أيضاً أراها «تدرس» في مجال الإعلام وقوته وتأثيره، كلمة فيها مضامين مهمة تتحدث عما شهدته البحرين في عام 2011، وكيف كان الدور الذي لعبه الإعلام البحريني الوطني المخلص، والأجمل أن هذا بنظرة أجنبية، ومن قبل أكاديمي أوروبي له وزنه، ولدراساته قيمة. بيلفر قال من ضمن ما قاله، في جملة لابد وأن نستوعبها جيداً، بأن البحرين لديها أصدقاء كثر، وكثير من دول العالم من شعوبهم وحتى مسؤوليهم يعرفون ما تعرضنا له، لكن المهم ما وصل إليه من تشخيص حالة تفيد بأن النجاعة اليوم في استخدام الإعلام للأدوات المتاحة هو انتهاجه لأسلوب المبادرات، بمعنى أننا للأسف أضعنا وقتاً طويلاً منذ بدء المحاولة الانقلابية في 2011 في استخدام أسلوب الدفاع ورد الفعل، فبحسب ما اطلع عليه شخصياً، وبحسب ما أجراه من دراسة، فإن البحرين لديها من الإثباتات والحقائق الكثير، فقط هي تحتاج لأخذ زمام المبادرة، والتحليق عالياً بصوت إعلامي مسموع يصل للعالم ويريه الحقيقية، مثلما وصلت ورآها كثير حول العالم، وبعدها فهموا أبعاد المؤامرة، وكيف أن لإيران يداً طولى في أحداث البحرين. المشهد الجميل الذي تلاه تمثل بتكريم الفائزين بحسب قرار اللجنة في الفروع المحددة للجائزة، وهنا نبارك للزملاء جميعهم الذين فازوا دون استثناء، فوزهم يعني فوز صحافتنا البحرينية جميعها، تسلمهم الجوائز من يد رمز الثبات والقوة خليفة بن سلمان، يمثل تكريماً لجميع المؤسسات الصحافية والكتاب، فمبروك لكل من فاز، ونأمل أن تكون هذه بداية لمشاركات وإبداعات وتميز يزيد ولا ينقص في الأعوام القادمة. في مجلسه يوم الأحد الماضي قال لنا خليفة بن سلمان، إنه في يوم الاحتفال بالجائزة -أي أمس- بوده لو صعد على المسرح وأخذ يتكلم ويدردش ويتناقش مع جميع الصحافيين والكتاب الموجودين، لكنه آثر في النهاية أن يترك الأمر لوزير الإعلام، موضحاً بأنه لو وقف فلا يعلم متى ينتهي من الكلام مع الصحافيين، فالحديث معهم كما البحر الكبير العميق لا ينتهي مداده ولا امتداده. تخيلوا قائداً بحجم خليفة بن سلمان، بخبرته وحنكته وقوته، في أحاديثه الدائمة أول ما يتطرق له الصحافة وأهلها، لا ينساهم، ولا يقبل بتناسيهم، ولهم منزلة ومكانة عالية لديه لا يقبل باهتزازها. والله إن اسم «خليفة بن سلمان» وحده، هو وسام بحد ذاته على صدور أهل الصحافة، هو جائزة كل إعلامي وصحافي مخلص للبحرين وقيادتها برئاسة جلالة الملك المفدى حفظه الله، فكيف لا يحتفي الصحافيون برجل يحملهم في كفيه، ويحبهم من أعمق أعماق قلبه؟!شكراً لك من القلب يا من سكنت القلوب.