قريباً ستكمل صاحبة الجلالة عمرها الثمانون في البحرين، وستحكم قبضتها التاريخية على مفاصل الحركة الصحافية في العالم العربي، ومع القديم القديم هنالك حكايات مشوقة ومغامرات صحافية حديثة كتب لبعضها النجاح ولم يُكتب ذات النجاح لبعضها الآخر، ومهما تحدثنا عن الصحافة في هذه الجزيرة فإن الحديث سيكون ذا شجون، إذ إن التاريخ مر من هنا، والحضارات جاءت عبر طريق الحرير إلى هذه البقعة التي أضحت من أبرز محطات التاريخ القديم والحديث.
قبل يومين من الآن، تم الإعلان عن الفائزين بجائزة «خليفة بن سلمان للصحافة»، هذه الجائزة التي دفعت بالكثير من الصحافيين لتقديم أفضل إبداعاتهم ليكتمل مشوار العمل الصحافي في البحرين بطريقة احترافية ممزوجة بعبق التاريخ، وما لفت انتباهنا في هذا الأمر تحديداً هو أن كل الذين فازوا بجائزة «خليفة بن سلمان للصحافة» هم من فئة الشباب، وهذا يعني أن الصحافة البحرينية ما زالت ولَّادة لم تعقم، وأن الدماء الجديدة هي الرهان الحقيقي لاستمرار الصحف الورقية في شكلها المتطور، وتباعاً لجيلٍ بعد جيلٍ ستظل الصحف البحرينية رافداً من روافد الإعلام العربي في أبعادها الثرية والمتنوعة.
جاءت «جائزة خليفة بن سلمان للصحافة» في وقت يلامس رغبة أهل هذه المهنة الشاقة همومهم وتطلعاتهم لتكون منبراً حياً ودفاقاً لكل الصحافيين الذين يرون في الجائزة تكريماً حقيقياً لهم، فكانت أجواء الجائزة التي عشناها سوياً تحتوي على الكثير من الحب والتعاون والارتباط مع الجسم الصحافي في البحرين، ولهذا فإن هذه ليست جائزة عابرة أو طارئة بقدر ما هي محطة من محطات تكريم رجالاتها الكرام.
في اللحظة التي تعلن فيها وزارة شؤون الإعلام مشكورة عن «جائزة خليفة بن سلمان للصحافة»، يترقب الجميع أن يطلق قانون الصحافة في شكله الجديد ومضمونه الحر، مما قد يعزز مكانة الصحافة الحرة والنزيهة في البحرين، حيث إن الحرية الصحافية يجب أن تتوسع وأن يُحمى الجسم الصحافي من كل الضغوطات وحماية الصحافيين من خلال رفضنا «جرجرتهم» للمحاكم في قضايا لا تليق بواقع الصحافة البحرينية، وهذا ما ينبغي أن يقوم به مجلس النواب.
تشريفاً من سمو رئيس الوزراء الموقر وبكل وضوحٍ جاء تكريمه للصحافيين في يوم الجائزة الكبيرة، ليوصل رسالته النبيلة لكل من يقف في وجه الصحافة المحلية بأن صحافتنا محمية وأنها حلقة الوصل بين المواطنين والدولة، ولهذا نتمنى في ذكرى جائزة خليفة بن سلمان للصحافة أن يحتفي المسؤولون عندنا بقيمة الصحافي وبالصحف المحلية من حيث الإنتباه لصوتهم من أجل وطن يخلو من الفساد والشبهات وذلك عبر ضمير الناس أو ما يمكن أن نسميه هنا بالصحافة النزيهة. شكراً صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على تكريمكم أبناءكم الصحافيين في يوم جائزتكم التي تعبر عن مدى اهتمام سموكم بهذا الشق الأهم في مسيرة البحرين، نحو إعلامٍ متطور وحر، فالجائزة هي منطلق للعطاء والعمل الصحافي الناجح لغدٍ مشرقٍ يعيد للصحافة رونقها وبريقها.