لطالما كانت مملكة البحرين -ولاتزال- محط إعجاب وتقدير الكثير من الدول، وحظيت بسمعة متميزة في المحافل الدولية وتحديداً في الأمم المتحدة التي تمتد الشراكة بينها وبين البحرين إلى سنوات طويلة من العمل المتواصل والجهود المبذولة من المملكة، لتؤكد حرصها على الانفتاح على العالم ضمن سياسة بلادنا في الالتزام بالأهداف السامية والنبيلة التي تأسست من أجلها الأمم المتحدة.
إن هذا المدخل يقودني إلى الفيلم الوثائقي الذي دشنته وزارة الخارجية مؤخراً بمناسبة مرور سبعين عاماً على إنشاء الأمم المتحدة، والذي حمل عنوان: «الأمم المتحدة ومملكة البحرين.. شراكة دائمة»، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. هذا الفيلم الذي عرضته الجامعة الخليجية ضمن إحدى فعالياتها قبل أيام قليلة، وكنت أحد المدعوين لهذه الفعالية.
الفيلم الوثائقي سطر إنجازات مملكة البحرين على المستوى الدولي، وأظهر بتجلٍ تام الحضور اللافت والمبهر للمملكة في الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها المتعددة في كافة المجالات، ومنها الشؤون الدبلوماسية والسياسية والتعليمية والاقتصادية والمرأة والطفولة، فأصبحت تلك الإنجازات البحرينية محط إعجاب كبير، ونموذجاً يحتذى به لغيرها من الدول، خاصة وأن تلك الإنجازات التنموية تحققت من خلال الشراكة القوية مع الأمم المتحدة، لتؤكد مدى حضور البحرين القوي في المحفل الدولي الأول في العالم، وهو ترجمة حقيقية لعلاقة نوعية تشهد تطوراً دائماً ومستمراً بين البحرين والأمم المتحدة، وبما يتلاءم مع الخطط والأولويات المستقبلية التي تسعى إليها المملكة، وخطة التنمية المستدامة لما بعد 2015 التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
إننا نحتاج إلى أن يتم التعريف بتلك الإنجازات الرائعة التي توطدت بشكل لافت جداً في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وشملت كافة المجالات الحيوية والمهمة التي تطرق إليها الفيلم الوثائقي بشكل مفصل امتد لقرابة نصف ساعة من العرض المتواصل، وإذا كانت الجامعة الخليجية هي أول جهة تعليمية وأكاديمية عرضت الفيلم الوثائقي على طلبتها وأساتذة وإداريي الجامعة وحظي بنجاح وإعجاب كبير من الجميع، فإن استمرارية عرض هذا الفيلم في الجامعات والهيئات المؤسسات الرسمية والخاصة أمر مطلوب بشدة، وأرى أن الجهد الذي بذلته وزارة الخارجية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في هذا الفيلم الوثائقي المهم جداً يستدعي معه بذل أكبر الجهود الممكنة لدخوله كل منزل في البحرين سواء من مواطنين ومقيمين، خاصة مع وجود حافز النجاح المتميز في تجربة العرض الأولى له في الجامعة الخليجية.
إن الترويج والتسويق لهذا الفيلم يجب أن يتعدى حدود المملكة، ويصل إلى كافة الدول العربية والغربية، وهنا يأتي دور مهم جداً لسفارات المملكة في الخارج وبعثاتها الدبلوماسية في هذا الترويج بالتنسيق مع الملاحق الإعلامية والثقافية لضمان عرض هذا الفيلم عبر كافة وسائل الإعلام والجامعات والمؤسسات في تلك الدول، وكم سيكون الأمر رائعاً إن تمت ترجمة هذا الفيلم إلى لغات مختلفة وليس للإنجليزية والعربية فقط.
تلك الإنجازات العملاقة التي حققتها المملكة في أكبر محفل دولي يجب أن يعرفها القاصي والداني، وما شاهدته من تلك الإنجازات عبر الفيلم الوثائقي يجعلني فخوراً أكثر بوطني وبمليكي وبشعب بلادي الذي سطرت سواعده تلك الإنجازات الضخمة في أكبر محفل دولي وجعل العالم يقف مصفقاً لوطني في مناسبات عديدة.
إن العلاقات الوطيدة القائمة بين مملكة البحرين والأمم المتحدة عبر كافة منظماتها وهيئاتها الدولية، وما تتميز به تلك العلاقات من تطور دائم ومستمر، يدحض كل التهم النكراء التي يروج إليها البعض من المغيبة عقولهم والذين يحاولون دائماً تشويه صورة البحرين الحضارية ويحاولون اختزال الشعب بكل أطيافه في فكرهم الشاذ وتفكيرهم السطحي، متناسين أن هذا الشعب يجمعه حبه لهذه الأرض وولاؤه للقيادة الحكيمة للبلاد، وهذا الفيلم الوثائقي المهم هو أكبر دليل على أن البحرين ماضية وبقوة وثبات في ركب التطور والتنمية المستدامة في كافة المجالات وبتوافق كبير مع متطلبات المجتمع الدولي.