اكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الدور الكبير لمتحف البحرين الوطني الذي اضطلع به منذ تأسيسه في حفظ وابراز المخزون التراثي و ربطه بتاريخ البحرين بشكل استقر في وجدان أبناءها لتحفظه الذاكرة البحرينية إرثاً حيَاً للأجيال القادمة وتأكيده لدور مملكة البحرين كمنارة اشعاع ثقافي وبلد منفتح على مختلف الحضارات والشعوب.
جاء ذلك لدى حضور سموه حفظه الله الاحتفال الذي نظمته وزارة الثقافة مساء اليوم بمناسبة مرور 25 عام على تأسيس متحف البحرين الوطني بحضور عدد من اصحاب المعالي والسعادة ووزير الثقافة بدولة قطر الشقيقة وعدد من كبار الضيوف والمدعوين و مدراء المتاحف العالمية.
ووصف سموه حفظه الله مسيرة متحف البحرين ، بأنها ريادية وتعكس اهتمام مملكة البحرين بالعروض المتحفية منذ سبعينات القرن الماضي.
ونوَه سموه بما تقوم به وزارة الثقافة من جهود وأنشطة وبرامج اسهمت في تعزيز موقع مملكة البحرين على خارطة الثقافة والتراث العالميين، وأشار سموه حفظه الله إلى أن البحرين لها دور ريادي في الاهتمام بالتراث والأماكن التاريخية، وأن إنجاز المملكة بإدراج موقعي قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ ضمن قائمة التراث العالمي هو دليل على ما تتمتع به البحرين من مخزون تراثي وثقافي يحكي ما مرت به البحرين من عصور متتالية كانت وما زالت محط أنظار الجميع لما تتمتع به من مقومات مختلفة.
وفي هذا الصدد وجه صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الى ضرورة الاستمرار في العمل على المحافظة على مواقع التلال الأثرية ومسجد الخميس لما لهم من مكانة عريقة في التراث العالمي، اذ تمثل التلال الاثرية احدى الشواهد الماثلة على حضارة البحرين القديمة، وكذلك مسجد الخميس الذي سيبقى رمزاً لأهمية موقع البحرين في الحضارة الاسلامية الممتدة بموقعها المتميز الذي تعاطت من خلاله مع كافة الحضارات والحقب التاريخية.
واعرب صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عن سعادته بالاحتفاء بواحد من صروح الثقافة والتراث والتاريخ في المملكة مرحباً سموه بضيوف البلاد الذين شاركوا البحرين باحتفالها بمرور خمسة وعشرين عاماً على إنشاء متحف البحرين الوطني متمنياً سموه لوزارة الثقافة كل النجاح والتوفيق فيما تبذله من جهود بناءة في سبيل الحفاظ على معطيات التاريخ والحضارة في مملكة البحرين التي ستبقى شاهدة على أصالة وهوية الانسان البحريني المتميزة.
هذا وقد قام صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بجولة في المعرض التوثيقي الخاص الذي اقيم بهذه المناسبة تحت عنوان متحف البحرين الوطني إنجاز حضاريّ رائد" ترافقه معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة حيث تضمن مجموعة من القطع الاثرية التي تمثل مختلف الفترات ويستعرض مراحل إنشاء متحف البحرين الوطني والحضارات التي مرت على البحرين في تأريخ وتوثيق لذاكرة الوطن اضافة الى عرض فيلم يوثق تاريخ المتحف كأول صرح متحفي في الخليج العربي.
وخلال الحفل القت معالي وزيرة الثقافة كلمة اعربت فيها عن شكرها و تقديرها لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء على شمول سموه برعايته الكريمة لهذا الاحتفال الذي يأتي متزامناً مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد وقيام دولة البحرين الحديثة من مؤسسها الأول أحمد الفاتح عام 1783 الذي أكد على عروبة البحرين كياناً والاسلام اتباعاً، إلى مسيرة متواصلة في التحديث والتطوير اعطت للبحرين دورها الفاعل في المنظومة الدولية لدى انضمامها للأمم المتحدة منذ 42 عاماً، ووصولا إلى عهد دولة المؤسسات والقانون والاصلاح السياسي الذي ميز تاريخ المملكة المعاصر في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعا .
وقالت انه في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر ديسمبر 1988 شهدت المنامة افتتاح متحف البحرين الوطنيّ كأوّل متحف في منطقة الخليج العربيّ، على يد المغفور له بإذن الله تعالى الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه. وقالت انه مع افتتاحه من ذلك الحين، عشنا كلّ الذي فاتنا وكلّ الذي نقوم به اليوم واكدت معالي وزيرة الثقافة على ان الاهتمام بالمتحف هو جزء من الاهتمام بالهوية والموروث واستذكرت في هذه المسيرة جهود كل من وزير الإعلام الرّاحل السيد طارق المؤيّد والشّيخة هيا بنت علي آل خليفة الوكيل المساعد السّابق لقطاع الثّقافة والتّراث الوطني واشارت معاليها الى تواصل جهود الوزارة الى التوسع في اقامة المتاحف في مختلف المواقع وذلك نشراً لثقافة المتاحف واهميتها واوضحت ان الخطط المقبلة تتّجه إلى اقامة متحف لمعابد باربار ومستوطنة سار