الوقوف اليوم في صف واحد مع المملكة العربية السعودية واجب ومبرر، فكلنا في خندق واحد، وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود يرمي إلى استقرار المنطقة. هذا ما أكده، ويؤكده دائماً، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وأعطى عليه مثالاً في الإعلان بوضوح عن دعم مملكة البحرين للمملكة العربية السعودية في ترتيبات الحج ورفض تسييس الشعائر والدعوة إلى تعزيز التكامل بين دول التعاون وتطويره في جميع المجالات.
في السياق نفسه صرح نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس الوزراء، وحاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أعقاب القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون التي عقدت الأسبوع الماضي في جدة، حيث قال عبر تغريدة نشرها في حسابه على «تويتر» إن «الملك سلمان اليوم يقود حراكاً خليجياً وعربياً لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والوقوف أمام كافة التدخلات الخارجية»، وهو ما يؤكده قادة التعاون كافة ويسهل تبينه على أرض الواقع، ذلك أن ما يقوم به الملك سلمان لا يريد منه سوى خير هذه المنطقة وحماية أهلها من هذا العبث الذي يجري من حولهم وقريباً من دارهم ويهددهم ويهدد مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
ما مر على المنطقة من أحداث وما تشهده من تطورات تتسارع يتطلب تحركاً مختلفاً من قادة التعاون، لذا جاءت عاصفة الحزم وما تلاها من قرارات وتحركات أوصلت رسال مهمة إلى العالم كافة ملخصها أن سكوتنا طوال الفترة الماضية لم يكن ضعفا ولكنه تعبيرا عن حكمة وقدرة على الصبر أملا في عودة الآخرين إلى عقولهم. كما أن هذا يتطلب تكاتفاً من شأنه أن يسلب من يريد السوء بهذه المنطقة قدرة التسلل إلى عقول الشباب الخليجي وتوظيفه لتخريب بلاده والإساءة إلى أهله.
اليوم تثبت السعودية أنها الأكثر قدرة على قيادة هذه الأمة، ويثبت خادم الحرمين الشريفين أنه القائد الذي ظلت المنطقة تنتظره طويلاً، فهو رجل المرحلة، وهو من يمكنه أن يقود المنطقة كلها إلى بر الأمان ويمنع كل من لا يزال دون القدرة على تبين ظروف المرحلة من تحقيق ما يصبو إليه.
من هنا فإن الواجب يحتم على جميع الخليجيين، كل حسب قدراته ومجاله، أن يبذلوا كل ما لديهم من جهد لإنجاح هذا التوجه الخليجي الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين، ويرمي إلى تحقيق استقرار المنطقة بالوقوف بكل قوة في وجه التدخلات الخارجية وخصوصاً من إيران التي لم تعد حكومتها تخفي نواياها بعد كل هذا الذي جرى عليها ويجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
مساندة ودعم توجهات الشقيقة الكبرى في هذه المرحلة واجب وطني ينبغي عدم التأخر عنه، ومن المهم أيضاً عدم السماح للإعلام الفارسي ببيع الشعارات الفارغة التي يرفعها على شباب الخليج العربي الذي وقع بعضه بسببه أسير الإعجاب بالتجربة الفاشلة لحكومة الملالي في طهران، أي أن تحرك شعوب مجلس التعاون ينبغي أن يكون بدعم توجهات قادة التعاون وما يقوم به خادم الحرمين الشريفين وبصد محاولات التغلغل الإيرانية إلى عقول الشباب الخليجي، فالمهمتان متكاملتان وتمثلان جبهتين إن ضعفت إحداهما ضعفت الأخرى وكانت الهزيمة من نصيبنا.
المنطقة تمر بمرحلة صعبة للغاية، وفي هذه المرحلة لا خيار غير التكاتف ودعم ما اتفق عليه قادة التعاون، وليس من رأي سوى دعم ومساندة الشقيقة الكبرى التي يقود مليكها «حراكاً خليجياً وعربياً لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والوقوف أمام كافة التدخلات الخارجية».
المملكة العربية السعودية لا تريد لشعوب دول مجلس التعاون سوى الخير، ولا تريد منها سوى دعم ومساندة خطوات خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس، فالخطب جلل.