للأسف إن العالم ليس لديه ميزان عدالة كي يدحض ادعاءات بعض الدول العظمى، فقط لأنها تملك إمكانيات كبيرة، لا تملكها صغار الدول أو المتواضعة منها، ولكن حينما ألبست الولايات المتحدة الأمريكية المسلمين ملابس الإرهابيين كانت تحاك المؤامرة بكل حذافيرها وتفاصيلها لتكوين صورة ذهنية لشعوب العالم غير العربي بأن المسلمين إرهابيون.
الادعاء بأن المسلمين وخاصة العرب منهم أنهم إرهابيون هو كلام مصطنع، وتم تأسيسه في واشنطن وفي البيت الأبيض بعد أحداث 11 سبتمبر، وهو مخطط لجعل الشرق الأوسط بأيدي المتحكم بمصير دولنا، وهي أمريكا، ولكن في ظل ذلك فإننا نوجه تلك الرسائل الأربع البسيطة وهي كالتالي:
أولاً: أن العرب هم الذين صنعوا ما أنتم فيه من اختراعات وابتكارات تتفاخرون فيها حالياً، ولكن نسبتم كل شيء لشعار العولمة، وفي الوقت نفسه تريدون دفن تراثنا العربي من أجل أن تظهروا تراثكم الذي لا أساس له، فهو لا يتعدى عمره 5 قرون، وعلى سبيل المثال: إذا أردت أن تجادل أمريكياً اطرح عليه سؤالاً: ما هو تاريخكم السابق؟ سترتسم على ملامحه نظرات غضب ويجيبك: «ليس المهم ماذا فعلنا سابقاً ولكن الأهم من نحن الآن».
ثانياً: أحداث 11 سبتمبر 2011، جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تحكم قبضتها على العالم، وأصبحت تتحرك وتتدخل في مصير الشعوب والدول بحجه مكافحة الإرهاب، وأطلقت مصطلح «الإرهابي» على المسلمين، وأعلنت الحرب على الإرهاب، وقدمت أدلة مزورة للعالم ومشكوكاً فيها، بل صورت ذلك في أفلام هوليود، حتى تقنع العالم بأن العرب هم الإرهابيين، وفي الوقت نفسه أين هم من حروب العصابات التي تستهدف البشرة السوداء، وللأسف فهم يحثون الدول على تحقيق العدالة وهم لا يطبقونها.
ثالثاً: عندما تقوم مجموعة من الإرهابيين بقتل الأبرياء في الوطن العربي، فتفسرون ذلك على أنه مجرد تظاهرات للدفاع عن حرية التعبير، ولكن حينما يقوم أمريكي بقتل مجموعة من الأبرياء لديكم، تبررون ذلك بأن هذا الشخص يعاني من مرض نفسي ويحتاج إلى علاج، فأي تناقض تعيشون أنتم؟! فلماذا لا تعترفون بأن هناك إرهاباً داخلياً بأمريكا ولا تستطيعون أن تحاربوه، ولكنكم فقط تمارسون القوة على دولنا وأنتم الضعفاء؟!
رابعاً: ترتكبون كافة أشكال المجازر في الدول الضعيفة بطريقتكم وبأسلوبكم، ومن ثم تديرون وجوهكم بأنكم ترفضونها، فالمجازر بسوريا أنتم من تتزعمون ارتكابها، وتقفون موقف الصامت إلى ما لا نهاية، لكي يتم تدمير كل شيء، وتصبح لبشار الأسد السلطة، فقط لأنكم تعلمون أنكم لو حاربتم الدب الروسي فإن مستقبل أمريكا مهدد بالانقراض، ولأنكم تخصصتم في هدم الدول الضعيفة، وأن نظام بشار الأسد هو من يدافع عن مصالحكم بالمنطقة وخاصة المصالح الإسرائيلية.
وبالتالي فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك الحق بأن تعمم ما تقوله وما تصرح به عن العرب، لأن لديها من نقاط الضعف، رغم أنها الدولة الكبيرة بالحجم والإمكانيات ولكنها ستظل مجرد هالة وفقاعة من الإعلام المزور للحقائق والسياسة الخارجية المحاطة بأفلام هوليود، والتي تستخدمها للضغط على الشعوب في إقناعهم بما يريدون أن يقتنعوا فيه، وبداخلهم مؤمرات وخطط لهدم دول و»صناعة رموز»، وذلك لخدمتهم متى ما أرادوا منهم ذلك، فالشعوب العربية ليست إرهابية، بل أنتم من صنعتم مصطلح الإرهاب وأنتم من تديرون العمليات الإرهابية، وليس هذا اتهاماً ولكنه واقع نلمسه ونشعر به بكل معاني الحرقة التي نعاني منها وسط المجازر التي نشاهدها في فلسطين وسوريا والعراق ودولنا الخليجية.
ختاماً، الولايات المتحدة الأمريكية دولة لا تعترف بأن لديها إرهاباً داخلياً من قبل مواطنيها وتصفه بالمرض النفسي، ولكن عندما يكون ذلك خارج أسوار أراضيها تصنفه بالإرهاب، لأنهم هم من صنعوا الإرهاب فلديهم الخلطة السحرية لإقناع العالم بأن أمريكا تحاربه حتى يصل بهم الأمر إلى أن يخصصوا أجهزة وآليات ومعدات وخبراء لتفكيك التكوينات الإرهابية لأنهم بكل بساطة يعرفون الطريق لإيقافه متى ما أرادوا ذلك، إلا أن راية الإسلام ستبقى نظيفة من كل ادعاءاتكم وخططكم وإسلامنا وعروبتنا هما أساس استمرارنا في محاربتكم بجميع خططكم لأن في النهاية أنتم دولة لها وقت وستنتهي كأي كيان في العالم وفي التاريخ عبرة.