كمواطنين بالضرورة ضايقتنا الأنباء التي تحدثت عن هروب عدد من المحكومين من التوقيف، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الأمور.
لكن في مقابل ذلك، لابد من الإشارة للجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الداخلية وقوات الأمن من أجل حفظ استقرار وأمن البلاد وأهلها، إذ لولا هذه الجهود لأصبحت بلادنا «غابة» ولتحولت لكيان يعيث فيه المجرمون ويمارسون فيه الارهاب بأريحية.
لذلك أقول إننا نتفهم حالة الاستياء لدى الناس، وهو رد فعل طبيعي، لكن التحذير من أن تغلب علينا هذه الحالة، بما يدفعنا لنسيان التضحيات الكبيرة والجهود العظيمة التي تقوم بها وزارة الداخلية لحمايتنا وحماية الوطن.
الخطوات السريعة التي اتخذت فور وقوع الحادثة تستوجب الإشادة بها. الرجل الفاضل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله عقد اجتماعاً سريعاً مع قياداته ورجاله، استعرض فيه التحركات السريعة التي اتخذت وكانت نتيجتها القبض على غالبية الهاربين، والأهم ضبط عدد من الأفراد كانوا وراء عملية التخطيط والتنفيذ للهروب.
العملية برمتها يمكن أن تساعد وزارة الداخلية على كشف الثغرات الموجودة في النظام الأمني في سجن الحوض الجاف، وهي المسألة التي منطقياً يفترض وجودها بسبب تكرار حالات الهروب.
لذا ثقتنا كبيرة بوزير الداخلية الرجل الوطني في حسمه لهذه الأمور، ووضع اليد على الثغرات ومحاسبة المقصرين ومن لهم يد في الموضوع.
ندرك تماماً بأن عملية ضبط وتيرة الأمن في أي بلد من المهام الصعبة، وفي البحرين لدينا وللأسف نظرة غير منصفة لعمل وزارة الداخلية، بحيث يتم نسيان نسبة النجاح الكبرى في الحفاظ على الأمن والتصدي للمخربين والإرهابيين، ويتم التركيز على النسبة الأقل من حوادث عرضية لها ملابساتها وظروفها وتحصل في كل الدول.
نعم، للناس تبرير مقبول لحالة الاستياء التي حصلت، ولهم الحق، لكن المقلق أن يتم تعميم كل ذلك على عمل الوزارة التي قدمت العدد الأكبر من شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم لأجل بلدنا وقادتنا ولأجلنا.
لذا من الضروري أن نتذكر ما يحيق بمجتمعنا من أخطار وتهديدات، وأن نعمل دائماً على أن نكون صفاً واحداً مع رجال الأمن، بل أن نكون الداعم الأول لهم.
وحتى ندلل على ما نقول، فإنه وبالتزامن مع الحادثة المذكورة، نجحت قوات الأمن في ضبط محاولة هروب عدد من المطلوبين أمنياً لإيران ومعهم من حاول التخطيط لها وتنفيذها.
هذه الحادثة الثانية تكشف يقظة رجال الأمن ورجال خفر السواحل، خاصة في عملية تمشيط مياهنا الإقليمية، والتي شهدت أيضاً حوادث تهريب لأسلحة باعتبار أن البحرين جزيرة يحيط بها البحر من كل جانب، الأمر الذي يعني صعوبة السيطرة التامة على السواحل، لكن رغم ذلك لو نرجع لعدد الضبطيات التي تمت، لوجدنا أنها تمثل رقماً كبيراً، وهو الأمر الذي يحسب ليقظة رجال الأمن.
العناصر التي ضبطت مطلوبة للعدالة، والوجهة التي كانوا يتجهون لها هي إيران، وهي المسألة التي تؤكد وجود يد إيرانية في كل شر يحدق ببلادنا، وأن من يحكم عليهم بسبب جرائمهم، إيران وعملاؤها في الداخل هم من يعملون على تهريبهم ومن ثم على إيوائهم هناك.
أشك بأن حادثة الحوض الجاف ستتكرر، إذ واضح من خلال الاستنفار على أعلى مستويات القيادة في الداخلية أن التحقيق والمحاسبة أمر سيتم بقوة، وأن من له يد في المسألة سيحاسب.
في الأفلام الأجنبية نرى حالة السجون وكيف يتم تسريب الأمور للنزلاء وغيرها، وهي عملية لربما موجودة لدينا لكن بنسبة مختلفة طبعاً، وهنا العمل يتوجب أن يركز على من يساعد هؤلاء النزلاء، ومن يعمل معهم.
وزارة الداخلية بوزيرها الغيور على وطنه ورجالها البواسل، لكم منا كل التحية، فأنتم «العين الساهرة» على حفظ أمن الوطن، ونتمنى منكم معالجة أي قصور موجود وإبداله بنقاط قوة، فقوة أجهزتنا الأمنية هي قوة لمجتمعنا، وحصن حماية لبلادنا.
حفظ الله كل وطني غيور مجتهد في سبيل هذا الوطن وأهله.