لقد سعدت مع الكثيرين الذين سعدوا بعودة جماهير النادي الأهلي العريضة إلى المدرجات بعد غيبة طويلة شعرنا خلالها بفراغ جماهيري كبير نظراً لحجم الجماهير الأهلاوية وأهميتها، غير أن هذه السعادة ما لبثت أن تحولت إلى استياء من تكرار شريحة كبيرة من هذه الجماهير لهتافات وأناشيد خارجة عن النص الرياضي في نهائي دوري الرجال لكرة اليد مساء الخميس الماضي، الأمر الذي انعكس سلباً على هذا الكيان الرياضي الوطني البارز بعد القرارات الحازمة التي اتخذها اتحاد كرة اليد لردع مثل هذه التجاوزات الخاطئة!
جماهير النادي الأهلي كانت تستحق أن تنال لقب النجم الأول في المباراة المثيرة نظير ما قامت به من دور فاعل في تشجيع فريقها الذي حسم النتيجة في الرمق الأخير ليظفر باللقب، ولكنها أفسدت هذا المجهود الكبير بترديدها عبارات دينية وسياسية تعد ضمن قائمة المحظورات في الملاعب الرياضية، ليس في مملكة البحرين فحسب بل حتى في الملاعب العالمية، والأمثلة على ذلك متعددة!
كم كنت أتمنى لو أن هذه الجماهير واصلت نهجها الرياضي في التشجيع دون أن تنزلق إلى ما يعكر صفو الأجواء الرياضية بعبارات سبق أن تم التعميم على منع ترديدها في الملاعب والصالات الرياضية حفاظاً على المبادئ الرياضية واللحمة الوطنية، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!!
ومادام الحديث يتعلق بالنادي الأهلي أجدها مناسبة للإشادة بجهود مجلس إدارة النادي برئاسة الأخ العزيز طلال كانو الذي استطاع مع إخوانه أعضاء مجلس الإدارة أن يضعوا فرق النادي الجماعية على قمة الأندية البحرينية بإحرازهم ثلاثة ألقاب ذهبية ولقبين فضيين في مسابقات الرجال ليستحق بذلك أن يطلق عليه «ملك الجماعية»، وكم تمنيت أن يواصل الأخ طلال في منصبه ولكنها أمنية لم تتحقق!
هنا أود أيضاً أن أشيد بالمبادرة الأهلاوية «لمة الزمن الجميل» التي يعتزم النادي تفعيلها مساء يوم غد الجمعة في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس النادي والرامية إلى دعوة نجوم الكرة الأهلاوية القدامى الذين سطروا أسماءهم في سجلات البطولات المحلية للالتقاء بين جدران النادي واستعادة ذكريات ماضي النسر الأصفر الجميل.