حين نتكلم عن أسوأ العادات في شهر رمضان المبارك، فلن نجد هنالك أسوأ من سوء الاستهلاك، فملايين الأطنان من المواد الغذائية ترمى في مقابر بطوننا والبقية الأخرى منها ترمى في حاويات القمامة، وهذه تعتبر من أخطر الممارسات التي يمارسها الصائمون في شهر الله، حيث تنتفي منفعة الصوم لتتحول إلى عادات جاهلية وبكل تأكيد عادات متخلفة تعتبر ضد التحضر.
لقد تحول شهر رمضان من محطة للعبادة والزهد وتذكير بالآم الفقراء إلى نوعٍ من المباهاة الفارغة، وتكريس قيم وعادات لا علاقة لها بالأخلاق فضلاً عن الإسلام. إن إصرار المسلم اليوم على انتهاج القيم السلبية فيما يخص شهر رمضان خاصة في قضايا الإسراف المتمثلة في رمي الطعام في «المزابل» أو الأكل لحد التخمة دون مراعاة فلسفة الصوم وأهدافه من شأنه أن يسيء إلى مضامين الإسلام دون أن نشعر بذلك، وبدل أن نوصل رسالة للعالم بأن شهر رمضان هو شهر الاقتصاد والجوع والشعور بأوجاع المعدمين حول العالم أوصلناه بطريقة مخالفة، حيث وجهناه صوب الإسراف وامتلاء المعدة والتبذير في الأكل والشرب والشراء وحتى في الوقت!
لا نستطيع أن نقنع الدنيا بفائدة الصوم ونحن غير مقتنعين بأهميته وفائدته، فكيف لنا كمسلمين أن نصدر أفكاراً سامية ونبيلة للعالم ونحن لا نستطيع أن نقوم بتطبيقها في حياتنا العملية؟ إذ لا يمكن أن يستقيم الحديث من طرف المسلمين عن الاقتصاد في رمضان وهم أكثر شعوب الأرض إسرافاً وتبذيراً فيه، فكميات الأطعمة والمشروبات التي نستهلكها في شهر رمضان ربما تعادل كل الكميات التي تستهلكها الكثير من الدول الفقيرة طيلة أيام العام، وهذا مؤشر على أن الاستهلاك الرمضاني يسير بالاتجاه الآخر للهدف الحقيقي من الصوم.
يستنزف شهر رمضان جيوب أرباب الأسر في العالم الإسلامي دون الحصول على ثمرة الصوم وفوائده، فشهوة الأكل والشرب والعادات السيئة فيما يتعلق بأنظمتنا الغذائية في هذا الشهر تعطينا قياسات دقيقة للفهم الخاطئ للصوم، فكميات الأطعمة المعروضة في كل شبر من دولنا في شهر رمضان توصلنا لقناعات أن ترك هذه العادات أصبحت صعبة للغاية على الرغم من تطور الوعي العلمي والحضاري حول العالم، فإصرارنا المتواصل والمتعمد على أن نفتح جيوبنا «للإسراف الرمضاني» يعني أننا مازلنا في بداية الطريق المتخلف حين نرغب بكسر إرادة القيم السلبية في مجتمعاتنا الإسلامية، فكل ما يجري من مظاهر للبذخ والرفاهية في استهلاك الطعام والشراب في شهر رمضان يصب في صالح المصانع وكبار التجار، بينما لا يحرز المسلم من هذا كله سوى مزيد من التخلف والابتعاد عن التحضر وعدم فهم الصوم بالطريقة التي شرع من أجله، فاليوم أمامنا طريق شاق وطويل لتغيير عادات رمضانية مؤذية، ربما ترسخت فينا كما ترسخت الجبال في بطون الأرض، فإزاحتها تحتاج لجهود دول ومنظمات دينية ومدنية ومجتمعية ناضجة علنا نخرج من الظلمات إلى النور.
لقد تحول شهر رمضان من محطة للعبادة والزهد وتذكير بالآم الفقراء إلى نوعٍ من المباهاة الفارغة، وتكريس قيم وعادات لا علاقة لها بالأخلاق فضلاً عن الإسلام. إن إصرار المسلم اليوم على انتهاج القيم السلبية فيما يخص شهر رمضان خاصة في قضايا الإسراف المتمثلة في رمي الطعام في «المزابل» أو الأكل لحد التخمة دون مراعاة فلسفة الصوم وأهدافه من شأنه أن يسيء إلى مضامين الإسلام دون أن نشعر بذلك، وبدل أن نوصل رسالة للعالم بأن شهر رمضان هو شهر الاقتصاد والجوع والشعور بأوجاع المعدمين حول العالم أوصلناه بطريقة مخالفة، حيث وجهناه صوب الإسراف وامتلاء المعدة والتبذير في الأكل والشرب والشراء وحتى في الوقت!
لا نستطيع أن نقنع الدنيا بفائدة الصوم ونحن غير مقتنعين بأهميته وفائدته، فكيف لنا كمسلمين أن نصدر أفكاراً سامية ونبيلة للعالم ونحن لا نستطيع أن نقوم بتطبيقها في حياتنا العملية؟ إذ لا يمكن أن يستقيم الحديث من طرف المسلمين عن الاقتصاد في رمضان وهم أكثر شعوب الأرض إسرافاً وتبذيراً فيه، فكميات الأطعمة والمشروبات التي نستهلكها في شهر رمضان ربما تعادل كل الكميات التي تستهلكها الكثير من الدول الفقيرة طيلة أيام العام، وهذا مؤشر على أن الاستهلاك الرمضاني يسير بالاتجاه الآخر للهدف الحقيقي من الصوم.
يستنزف شهر رمضان جيوب أرباب الأسر في العالم الإسلامي دون الحصول على ثمرة الصوم وفوائده، فشهوة الأكل والشرب والعادات السيئة فيما يتعلق بأنظمتنا الغذائية في هذا الشهر تعطينا قياسات دقيقة للفهم الخاطئ للصوم، فكميات الأطعمة المعروضة في كل شبر من دولنا في شهر رمضان توصلنا لقناعات أن ترك هذه العادات أصبحت صعبة للغاية على الرغم من تطور الوعي العلمي والحضاري حول العالم، فإصرارنا المتواصل والمتعمد على أن نفتح جيوبنا «للإسراف الرمضاني» يعني أننا مازلنا في بداية الطريق المتخلف حين نرغب بكسر إرادة القيم السلبية في مجتمعاتنا الإسلامية، فكل ما يجري من مظاهر للبذخ والرفاهية في استهلاك الطعام والشراب في شهر رمضان يصب في صالح المصانع وكبار التجار، بينما لا يحرز المسلم من هذا كله سوى مزيد من التخلف والابتعاد عن التحضر وعدم فهم الصوم بالطريقة التي شرع من أجله، فاليوم أمامنا طريق شاق وطويل لتغيير عادات رمضانية مؤذية، ربما ترسخت فينا كما ترسخت الجبال في بطون الأرض، فإزاحتها تحتاج لجهود دول ومنظمات دينية ومدنية ومجتمعية ناضجة علنا نخرج من الظلمات إلى النور.