الإحساس بجوع الفقير ثمرة من ثمرات الصوم، هذا ما تعلمناه منذ الصغر، فهل بالفعل نشعر بالفقير؟ «أشك»، سويعات ما تلبث أن تمتلئ البطون بعد ذلك بكل ما لذ وطاب، فأي إحساس بالجوع وإحساس بحاجة الفقير بعد الشبع، أنا واحدة من بين الكثيرين الذين يجوعون قليلاً في فترة الصوم، ولكن بصراحة لا نحس بشعور الفقير الجائع الذي لا يجد طعامه، والسبب أننا مدركون ومتيقنون بأننا سنأكل بعد ساعات معدودة عند الإفطار، وعند السحور، وبينهما تحلو اللقيمات، بكل ما لذ وطاب من الطعام، فأي إحساس بعد ذلك، وبأي فقير يشعرون، أمة أفواهها مفتوحة، تلتهم كل شيء بعد الإفطار، من بعد أذان المغرب «يأكل اللي يحبه واللي ما يحبه»، وينطبق عليه المثل «اكلوا ما عندكم ترى الحشر باجر»، كنوع من الانتقام لبطون خاوية طوال النهار.
من الجيد أن يضع الصائم جدولاً خاصاً للحمية في شهر رمضان، فرمضان فرصة طيبة لقطع العادات السيئة في الأكل ومجال واسع لممارسة الرياضة، وخصوصاً عندما تتراءى عند الصائم كيف سيبدو جسمه في العيد، ويجاهد نفسه ليوم أو يومين ولكن ما يلبث أن تعود عادته في الأكل قبل رمضان، ومثلما نقولها «عادت ريما لعادتها القديمة»، وبدلاً من أن ينحف يصبح سميناً أكثر من السابق، و»كأنك با بو زيد ما غزيت»، فقليل من يتبع برنامجه الغذائي في رمضان، وكثير من هم يصبحون أسمن من قبل، ويصبح الإسراف في تناول الطعام كما الإسراف في عدد أطباق الطعام، والمتبقي من الأكل يجد طريقه في الزبالة «أكرمكم الله»، إن لم يكن بيد صاحب المنزل فبيد الشغالة، والله يقول «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا».
«اكلوا ما عندكم ترى الحشر باجر»، والله إننا لن نعرف قيمة النعمة التي بين أيدينا إلا عندما نفقدها، ودائماً نرى النفيس شيئاً عادياً حتى نفقده، ونعرف قيمته بعد حين، ونحن أمة وشعب نعرف قيمة الأشياء منها الطعام، فهل نعمل طوال الشهر ونتعب لنحصل على راتب حتى نحرقه أو نرميه في القمامة؟ أتوقع وقفة جادة يجب أن تتخذ حيال الإسراف والتبذير، ترى النعمة زوالة ولا نريد أن يأتي يوم نبكي فيه على ما فرطنا في أيام العز، ونحلم بكسرة خبز لا قدر الله.
روحانيات رمضان تضيع مع ثقافة بعض الصائمين المبنية على الأكل والإسراف فقط، فهل هو سلوك متوارث أم عادة مكتسبة؟ لا نعلم غير أن هنالك بعض السلوكيات والعادات يجب أن تتغير للأفضل، مثلها مثل قيادة السيارة أثناء الصوم، فبعض الصائمين يتصورن بأنهم الوحيدون الصائمون، فترى مزاجه «دون» يسرع ويتجاوز، وصوته يعلو في الشارع، خصوصاً قبل أذان المغرب، وكأنه يقول «شوفوني تراني صايم»، ويتناسى بأن أمة محمد جميعهم صائمون مثله، شهر رمضان شهر فضيل، ولكن يصور لمن هم غير المسلمين من خلال لمحة بسيطة للإعلانات في كل مكان عن الأكل، بأنه محروم من الطعام في هذا الشهر، وليس كون رمضان شهر عبادة وشهراً ميزه الله عن الشهور، فهل التمييز عند البعض في فضل الصيام أم في الإسراف والتبذير؟ نحتاج وقفة صدق.
{{ article.visit_count }}
من الجيد أن يضع الصائم جدولاً خاصاً للحمية في شهر رمضان، فرمضان فرصة طيبة لقطع العادات السيئة في الأكل ومجال واسع لممارسة الرياضة، وخصوصاً عندما تتراءى عند الصائم كيف سيبدو جسمه في العيد، ويجاهد نفسه ليوم أو يومين ولكن ما يلبث أن تعود عادته في الأكل قبل رمضان، ومثلما نقولها «عادت ريما لعادتها القديمة»، وبدلاً من أن ينحف يصبح سميناً أكثر من السابق، و»كأنك با بو زيد ما غزيت»، فقليل من يتبع برنامجه الغذائي في رمضان، وكثير من هم يصبحون أسمن من قبل، ويصبح الإسراف في تناول الطعام كما الإسراف في عدد أطباق الطعام، والمتبقي من الأكل يجد طريقه في الزبالة «أكرمكم الله»، إن لم يكن بيد صاحب المنزل فبيد الشغالة، والله يقول «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا».
«اكلوا ما عندكم ترى الحشر باجر»، والله إننا لن نعرف قيمة النعمة التي بين أيدينا إلا عندما نفقدها، ودائماً نرى النفيس شيئاً عادياً حتى نفقده، ونعرف قيمته بعد حين، ونحن أمة وشعب نعرف قيمة الأشياء منها الطعام، فهل نعمل طوال الشهر ونتعب لنحصل على راتب حتى نحرقه أو نرميه في القمامة؟ أتوقع وقفة جادة يجب أن تتخذ حيال الإسراف والتبذير، ترى النعمة زوالة ولا نريد أن يأتي يوم نبكي فيه على ما فرطنا في أيام العز، ونحلم بكسرة خبز لا قدر الله.
روحانيات رمضان تضيع مع ثقافة بعض الصائمين المبنية على الأكل والإسراف فقط، فهل هو سلوك متوارث أم عادة مكتسبة؟ لا نعلم غير أن هنالك بعض السلوكيات والعادات يجب أن تتغير للأفضل، مثلها مثل قيادة السيارة أثناء الصوم، فبعض الصائمين يتصورن بأنهم الوحيدون الصائمون، فترى مزاجه «دون» يسرع ويتجاوز، وصوته يعلو في الشارع، خصوصاً قبل أذان المغرب، وكأنه يقول «شوفوني تراني صايم»، ويتناسى بأن أمة محمد جميعهم صائمون مثله، شهر رمضان شهر فضيل، ولكن يصور لمن هم غير المسلمين من خلال لمحة بسيطة للإعلانات في كل مكان عن الأكل، بأنه محروم من الطعام في هذا الشهر، وليس كون رمضان شهر عبادة وشهراً ميزه الله عن الشهور، فهل التمييز عند البعض في فضل الصيام أم في الإسراف والتبذير؟ نحتاج وقفة صدق.