أدرج الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التحالف العسكري العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» الذي تقوده السعودية في اليمن ضمن القائمة السوداء للدول والمجموعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراعات. وسرعان ما تم إزالة اسم «التحالف العربي» من هذه القائمة التي ذكر أنها اعتمدت على معلومات غير صحيحة في تقريها الأممي!! فما هذا الهراء الذي تعيشه التقارير الأممية التي تبني تقاريرها على معلومات «مغلوطة» تعتمد فيها على طابورها الخامس المنتشر في دولنا العربية.
وكما هو وضع التقارير الأممية «المتناقضة»، طالعنا السيد بسيوني بتصريح «غير واضح» ذكر فيه أن ترجمة كلامه في المقابلة التي بثتها وكالة أنباء البحرين «قبل أكثر من شهر» غير دقيقة!! بعد شهر اكتشف السيد بسيوني بأن هناك كلمة «يتيمة» غيرت مفهوم الكلام!! بعد شهر أدرك السيد بسيوني أن ترجمة «الكلمة» غيرت مفهوم الكلام ومحتواه ومجراه!!
إن تغير المواقف والآراء و»التلون» ليس بشيء مستبعد في عالم السياسة، ولكن من الواجب وضع أسباب منطقية لتغير مواقفكم حتى نستطيع أن «نؤمن» بكم مجدداً، ونثق في كلامكم مرة أخرى.
يعيش العالم العربي حالياً قلاقل وتوترات من كل جانب وجهة، وتحاول دولنا العربية أن تتصرف بحكمة وبتأن وروية مع الواقع والدول العظمى، ولكن دولنا العربية تتعامل بمصداقية متناهية من خلال دبلوماسيتها مع هذه الدول التي تتبع طرقاً ملتوية سياسياً، حيث تلعب «الدول العظمى» التي ما زلنا نسميها بالدول الصديقة دوراً «متلوناً» في سياساتها معنا، فيوماً تؤيد ما تقوم به دولنا، وفي اليوم التالي تغير موقفها وتنفيه وتقف ضد قرارتنا. يوماً تمتدح تصرفاتنا وسياساتنا الداخلية، ويوماً آخر تنتقد الفعل الذي امتدحته بالأمس.
الغريب في الموضوع أن هذه الدول «الصديقة» لا تستحي مطلقاً من تناقضاتها، بل إنها تدرج «تلونها» وتصفه بأنه «جرأة التراجع والاعتذار عن الخطأ»!
ونحن جالسون حالمون نتابع ردود أفعال هذه الدول إزاء تصرفاتنا، نفرح إذا ما وافقونا الرأي ونحزن إذا ما عارضونا!! فمن هم هؤلاء «الأصدقاء» الذين باتت كل تصرفاتنا ردود أفعال لمواقفهم «المتناقضة»؟! وماذا يريدون من وراء تصرفاتهم المتلونة؟!
اعتقد أن على الدول العربية أن «تركب الموجة» وتبدأ في إتقان وإجادة دورها في ظل الوضع الراهن، فعالم السياسة عالم بلا أخلاقيات ولا مبادئ، هو عالم قائم على المثل المصري المعروف الذي يقول «اللي تغلب به العب به».