مجموعة أخبار متفرقة تستوجب التعليق عليها، جمعها قاسم واحد، وهو أنها حصلت في شهر رمضان المبارك.
نبدؤها باستمرار عمليات الظهور المتكرر لبعض الوجوه الانقلابية، وبعض العناصر المحرضة ضد الوطن ورموزه وقانونه، على شاشة قناة «العالم» الإيرانية.
كتبنا في السابق مراراً، بأنه يجب الالتفات بجدية لمن مازال يتعامل مع قناة دولة تناصبنا العداء الصريح والواضح. وعليه فإن المتعاملين مع إيران حتى على مستوى التعاطي الإيجابي مع إعلامهم وقنواته التي تهاجم البحرين بأسلوب تسقيطي لنظامها، فإنه ينطبق عليه وصف «المتخابر مع جهات خارجية» بهدف الإضرار بالدولة والأمن الداخلي.
ربما هذه المرة الثالثة التي نكتب ونلفت عناية وزارة الإعلام أو الجهات القانونية المسؤولة في البلد، بأنه يفترض أن تكون هناك عملية محاسبة ومساءلة لمن مازال يتعامل مع هذه القناة التي تستهدف البحرين، إذ مجرد القبول بالظهور فيها، لا يفسر إلا على أنه قبول بالطرح الذي تطرحه بشأن البحرين.
باختصار، من يقبل بأن يتحدث في قناة «العالم» وينتقد البحرين ويهاجمها بنفس سياسة القناة، هو «موافق» تماماً على سياسة إيران العدائية بشأن البحرين.
أتمنى أن يكون التنبيه الثالث هذه المرة متحصلاً على صدى وتجاوب من الجهات المسؤولة، إذ لا يعقل أن يستمر هذا «المسلسل الإعلامي الانقلابي السخيف» وأنتم تتفرجون بدون أي إجراء.
*********
في جهة أخرى، وعلى الصعيد الداخلي، بدأت إدارة المرور منذ أمس استخدام الكاميرات المتطورة لرصد المخالفات في الشوارع.
مجدداً نقول، إن هذه الخطوة إيجابية تماماً، خاصة وأن الفترة الماضية شهدت تناقص أعداد الحوادث والمخالفات، وذلك بسبب وضع الكاميرات الجديدة في أغلب الشوارع، وانتباه الناس لها، خاصة وأن هذه الكاميرات تمتاز بميزة التصوير الفوري، ومن يلاحظ حركة الشوارع في البحرين يدرك تماماً مدى تأثير «فلاش كاميرات» المرور عند الإشارات على السائقين، فما بالكم بكاميرات موزعة في مناطق غير محددة بنمط معين؟!
الكاميرات الجديدة مزودة بخواص عديدة تمكنها من رصد مخالفات السرعة، والحزام، والحديث في الهاتف أثناء القيادة، والدخول على مسارات الآخرين وهو التصرف الأكثر طيشاً في القيادة، وغيرها من تجاوزات وممارسات يرتكبها السائق، وتكون نتائجها خطراً عليه وعلى الآخرين.
طبعاً هناك من سيتذمر ويتحلطم كالعادة، وسيقول إن المخالفات ذات غرامات عالية، ويضع ألف مبرر وعذر، لكننا نقول مثلما قلنا سابقاً، القوانين وضعت لتنظم حياة الناس، ولتحفظ أرواحهم، فيما يتعلق بقوانين المرور والسلامة، وعليه من أراد تجنب المخالفات عليه أن يلتزم بالقوانين والإرشادات.
ما المشكلة لو قرر كل شخص أنه سيلتزم بقواعد القيادة الصحيحة والقوانين المعنية بالسير؟! ما المشكلة لو أصبح لبس الحزام أول خطوة تقوم بها قبل التحرك بالسيارة، وأن تلتزم بسرعة الشارع، وألا تدخل على خطوط الآخرين بالأخص عند المنحيات والإشارات؟!
المشكلة ليست في القوانين، المشكلة في البشر حينما يرون أن الخروج على القانون هو الصحيح، بدلاً عن الالتزام به.
لدينا حاجة ملحة في تعديل بعض الثقافات لدينا، وأن نوقف حالة تجاوز القوانين باعتبار أنها شيء «كلش عادي»!
*******
أخيرا وفيما يتعلق برمضان، إذ شهدنا خلال الأعوام الماضية مظاهر إيجابية جداً، تعكس بالفعل الروح الطيبة لأهل البحرين.
سأتحدث عن ظاهرة واحدة لافتة، وأشك بأنها لم تمر على شخص واحد فيكم، خاصة ممن وجدوا أنفسهم في حالة سباق مع الوقت قبيل موعد الإفطار.
كنا نخشى من الحوادث المرورية قبيل وقت الأذان، بسبب أن الناس يريدون أن يصلوا قبل طلقة المدفع إلى بيوتهم ليفطروا، والبعض يضيع عنده تقدير الوقت، بالتالي تتحول شوارعنا إلى أشبه ما يكون بحلبة لسباقات سرعة، هناك من يتجاوز السرعة، وهناك من يقطع الإشارات الحمراء، وهناك من يدخل على مسارات الآخرين، كل ذلك لأجل ألا يؤخر إفطاره، لكنه قد يقع في مصيبة أكبر بأن يفقد حياته أو يتسبب على حياة الآخرين.
المبادرة الإيجابية جاءت من جمعيات إسلامية وشبابية ومجموعات من المتطوعين، وذلك عبر تقديم التمر والماء عند الإشارات على كل سيارة، بحيث يضمن الشخص أنه سيفطر مع الأذان حتى لو كان في سيارته.
جهد جميل لشباب متطوعين، آثروا هم أن يكونوا خارج بيوتهم في وقت الإفطار، حتى يضمنوا للناس الإفطار في وقت الأذان، ويسهموا في الوقت نفسه في تقليل نسب الحوادث والتوتر والعصبية في الشوارع.
ومثلما نوجه تحيه لهم، نوجهها لرجال الحرس الوطني الذين فاجؤونا بمبادرة جميلة جاءت من سمو الشيخ محمد بن عيسى، وذلك عبر القيام بنفس الخدمة التطوعية الإنسانية بالتسهيل على الناس في الشوارع ومساعدتهم على الإفطار عند الأذان.
البحرين جميلة دائماً بأفعال أهلها وطيبتهم وكرمهم، هذه أخلاقنا التي تبرز بجلاء في شهر رمضان الكريم.