لا يجب أن نفصل بين دعوة مالينوسكي لإطلاق سراح علي سلمان عن دعوة محسن رفيقدوست مؤسس الحرس الثوري الإيراني لإنشاء حرس ثوري سوري عراقي مشترك تحت قيادة «مستشار» إيراني.
الهدف في النهاية واحد، نحن أمام دعوتين لتقوية النفوذ الإيراني في المنطقة لا فرق بينهما، حتى يكتمل الاحتلال الإيراني للبنان وسوريا والعراق ومن بعدها تأتي البحرين كمنطقة رخوة في نظرهم مازال الحلم بسيطرة ذات الجماعة عليها قائماً.
إن مشروع تقسيم المنطقة ومد النفوذ الإيراني فيها ماضٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، كفى سذاجة بفصل الاثنين، إن تبادل الضغط بينهما على المنطقة بشكل عام والبحرين بشكل خاص مستمر، هذا يرفع وذاك يكبس، وها هي أمريكا التي تطلق تقريراً يؤكد على رعاية إيران للإرهاب في المنطقة هي ذاتها التي تغض الطرف عن تمدد النفوذ الإيراني في العواصم الثلاث وتضغط لمنح فرصة أكبر للجماعات الإرهابية أكثر فيها في البحرين.
ها هي هذه الإدارة الأمريكية تكذب وتروج الأكاذيب عن إيران حتى على شعبها وباعترافها وتصور إيران على أنها مقدمة على عهد من الانفتاح والتسامح زوراً وبهتاناً، ثم تنفضح أمام شعبها، ومع الأسف رغم علمنا بهذا المشروع ومتابعتنا لتطوراته ونتائجه الملموسة على الأرض إلا أننا مازلنا نرضخ لابتزازها دون النظر إلى ما آلت إليه أمور الدول التي اكتمل فيها هلال المشروع الإيراني!!
ولم نذهب بعيداً لنتابع معاً في الأيام القادمة لنرى من الذي سيروج ويفتح الأبواب لزينب الخواجة في أروقة الدوائر الأمريكية؟ ستجدونه ذات الفريق الذي طالب بإطلاق سراحها! فإلى متى؟ هل نجلس ونتفرج حتى نجد أنفسنا أمام 2011 ثانٍ؟
إن موقف المجلس النيابي ببيانه الرافض لهذا التدخل السمج يجب أن يترجم شعبياً ويتردد صداه على مستوى الصحافة ومستوى المجالس الشعبية والمؤسسات المدنية والجمعيات السياسية ليعرف مالينوسكي أن شعب البحرين لا حكومته فقط هو الذي سيتصدى للدفاع كما فعل أول مرة عن سيادتها واستقلال قضائها، واجتماعاتنا الأهلية الشعبية في رمضان، ومجالسنا الرمضانية فرصة لظهور الموقف الشعبي الرافض لهذا التدخل ولتنقل الصحافة والإعلام هذا الموقف.
إنما ستبقى المشكلة في التكرار، مازال وجود «مسمار جحا» مرخصاً يعمل تحت سمعنا وبصرنا ويكرر المحاولات، مؤسسات تديرها المجموعة الانقلابية التي أعطيت كل الصلاحيات والحريات منذ خمسة عشر عاماً وهي مرخصة وفقاً للقانون البحريني مع الأسف، عل وعسى يحتويها القانون وتعمل ضمن أطره الدستورية، لكنها تستغله وتوظفه فقط لتعمل من خلال أدواته على فتح باب التدخل والضغط الخارجي.
فما كان بيان بسيوني أو غيره ليعني للبحرين شيئاً بعد أن انتهينا منه وأغلقنا بابه لولا أن جريدة المجموعة الانقلابية استغلته كضغط خارجي، رغم علمها أن ما بقي من أجزاء التوصيات رفضته البحرين، لأنها لا يمكن أن تتهاون فيما يحفظ أمنها بتحقيقه، ورغم ذلك تصدر صفحاتها الأولى فأمن البحرين آخر اهتمامها، وهكذا غردت الجمعية وهكذا صدحت منابرها الدينية التي تخص هذه المجموعة تحديداً ولا نقصد المنابر الشيعية حتى لا يصطاد في الماء العكر، إنما نقصد المنابر التابعة للمرجعية الإيرانية تحديداً، وها هو كبيرهم يدعي أن رجال الأمن يطاردون الطلبة المساكين القابعين في بيوتهم دون ذنب وجمعيتهم السياسية تقول إن 3000 طالب مسجونون على خلفيات سياسية!! جميع تلك المؤسسات المدنية والدينية المنتمية لوكيل إيران في المنطقة ومرجعيتها إيرانية تعزف ذات النغمة، جميعها تعمل على ذات الخط، جميعها تخاطب الخارج وتبحث عن فرص استدعاء التدخل من الخارج والضغط الأمريكي تحديداً لتفتح له الباب داعية له لممارسة الضغط على الدولة باتخاذ إجراءات تعيدنا لعام 2011 على أمل استكمال ما فشلت به في محاولتها الأولى.
هل نضحك على أنفسنا؟ لنعترف أن الدولة فشلت في احتواء هذه المجموعة في مشروعها، وأن لهذه المجموعة مشروعها الخاص المصرة عليه ومهما ناورت ومهما راوغت إلا أن ممارستها على الأرض تفضحها، وكلما حققت أفرع هذا المشروع نجاحاً في العواصم الأخرى نشط فرعه البحريني وسنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة ونتعرض للتهديد ونعرض المنطقة للتهديد مادمنا نحسب حساباً لمالينوسكي وربعه!!