وفق النادي الأهل أيما توفيق في تنظيم أمسية «لمة الزمن الجميل» التي أتاحت لنا الالتقاء بنجوم كرويين كنا نتابعهم ونحن في عمر الصبا وعايشنا البعض منهم فيما بعد عندما تحولوا إلى العمل الإداري والتدريبي، فكانت أمسية ذكريات كروية جميلة طافت بنا مشاهدها بين إستاد الماحوز المزروع بالنجيل الطبيعي وبين ملعب النسور الرملي الذي كان مسرحاً لإبداعات تلاميذ المدرب الوطني القدير جاسم المعاودة متعه الله بالصحة والعافية.
لن أتحدث هنا عن الجوانب السلبية في تلك الأمسية، وهي تكاد لا تذكر أمام إيجابياتها المتعددة، وأهمها حرص المدعوين على تلبية الدعوة التي حضرها البعض منهم على كرسيه المتحرك انطلاقاً من وفائه لهذا الكيان الرياضي الشامخ وإيماناً منهم بالولاء والانتماء ومبادلة الجميل بالجميل تأكيداً على عشق البيت الأصفر، وفي مقدمتهم المشجع المخلص عبدالرسول طاهر «عاشق النسور».
كانت مناسبة ثمينة للجيل الأهلاوي الحالي أن يلتقي بمن أسسوا كرة القدم في هذا النادي ونافسوا على الألقاب المحلية لسنوات طويلة وشكلوا رافداً أساسياً من روافد منتخبنا الوطني على مدى سنوات طويلة، فضلاً عن كونهم المنافس الأول للفريق المحرقاوي ملك الألقاب الكروية المحلية.
قائمة طويلة جداً من نجوم الخمسينات والستينات والسبعينات، يتقدمهم الأب الروحي لكرة القدم الأهلاوية المدرب القدير جاسم المعاودة الذي أفنى جل حياته بين جدران النادي لاعباً ومدرباً ومعلماً ومربياً ومعالجاً، حتى أصبح النادي بيته الأول ليجسد بذلك معنى الولاء والوفاء، وهو ما يجعلنا ننادي بإطلاق اسمه على إستاد النادي الأهلي تقديراً لهذا العطاء السخي الذي قدمه هذا المواطن البحريني المخلص الأصيل إلى ثلاثة أجيال من نجوم النسر الأصفر، ويكفي أنه تحامل على كل أوجاعه وأبى إلا أن يقود كرسيه المتحرك ليكون أول المتواجدين بين رفاق دربه وتلامذته الذين لايزالون يدينون له بالفضل في ما وصلوا إليه من نجومية ميدانية أو نجومية إدارية أو نجومية تدريبية أو تحكيمية.
خلاصة القول؛ إن أبرز ما يمكن أن نخرج به من أمسية «لمة الزمن الجميل» الأهلاوبة، هو المطالبة بتكريم عميد المدربين البحرينيين وأحد رموز التاريخ الكروي البحريني المدرب القدير جاسم المعاودة -أطال الله في عمره ومنّ عليه بموفور الصحة والعافية-، وتحية إجلال وتقدير إلى مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة الأخ طلال كانو على هذه المبادرة، والتحية والتقدير موصولان للجنة المنظمة للامسية التي نأمل أن تتكرر في أندية أخرى أثرت التاريخ الرياضي البحريني.