إن الخطوات التي قامت بها مملكة البحرين مؤخراً هي خطوات تصحيحية رائدة في مجال حفظ الأمن المجتمعي في المملكة، فصدور مرسوم يمنع الجمع بين المنبر الديني والعمل السياسي، هي خطوة رائدة من شأنها أن تحد من استغلال المنبر الديني لأي غرض سياسي.
كما ان إيقاف نشاط بعض الجمعيات التي تدعو لإثارة الفتنة وتحرض على الإرهاب هي خطوة تصحيحية أخرى تستحق الإشادة.
الغريب في الموضوع أن أغلبية شعب البحرين فرح جداً بهذه القرارات، إلا أن أمريكا «قلقلة» من هذه الخطوات وخصوصاً خطوة غلق جمعية «الوفاق»!!
أمريكا تصر على التدخل «بوقاحة» في شأننا الداخلي، وتتجاوز حدودها في التدخل في قرارات «القضاء البحريني»، وصيرت من نفسها محامي يقف مع أشخاص معينين بحجج «واهية» وتحاول من خلال بياناتها «المتلونة» أن تثير الفتنة والفرقة بين أبناء البحرين.
إن من تتباكى عليهم «أمريكا» وتطلق عليهم ما يسمى بـ «المعارضين»، هم مخالفون للقانون، فهل نستطيع أن نقول إن «أمريكا تدعم الارهابيين والخارجين عن القانون في البحرين»؟! وتستغل الأوضاع الراهنة من أجل بلورة الموضوع كي يبدو «طائفياً»؟!
عزيزتي أمريكا، عشنا نحن أهل البحرين على أساس الاختلاف، ولم نصحُ من نومنا فجأة لنكتشف أننا مختلفون!! ولكننا ورغم جميع اختلافاتنا نؤمن بالتعايش ونؤمن إيمانا مطلقا بالولاء للوطن الذي لا يقبل التقسيم.
نحن أهل البحرين «العقلاء» و»الوسطيين» نؤمن ونحترم جميع المذاهب وجميع الأعراق والملل، وهذا ليس بشيء جديد، ولا هو صنع أمريكي، فالبحرين يا عزيزتي أمريكا تستوعب الجميع، وهذا أحد أوجه التميز الذي عرفنا به منذ قديم الزمان.
ولكن النفس الطائفي في الخطاب الأمريكي فيما يتعلق بالتدخل السافر في شؤوننا الداخلية هو أمر مكروه وغير مرغوب فيه، فمن ذكر لكم يا أمريكا أن جمعية «الوفاق» تمثل «طائفة» واحدة فقط؟ ومن قال لكم يا أمريكا إن الأحكام القضائية التي صدرت بسبب غلق عدد من الجمعيات السياسية هي أسباب طائفية، إن القرار يشمل أي جمعية تخالف القانون، و»أي» تعني «أي» مهما كان توجهها!!
البحرين لا تفرق بين أبنائها، ولكنها تتبع النظام والقانون الذي تأخرت البحرين في تطبيقه في رأيي المتواضع لكي يسود الأمن المجتمعي. وهذا حق أصيل لها لا يختلف عليه اثنان.
وإذا كان هناك ما يثير القلق فعلاً فهو القلق من تدخلكم ومساندتكم لمجموعة خارجة عن النظام والقانون، هذا التدخل والاصطفاف يجعل الشعب البحريني «قلق» على العلاقات «البحرينية الأمريكية» التي عرفت دوماً بأنها علاقات وطيدة. ولا يعقل يا «أمريكا» أن نخل بأمننا الداخلي من أجل «شرذمة» لا تتبع قانون الوطن، ولا يعقل أن نتراجع عن قراراتنا التصحيحية والرامية إلى استتباب الأمن المجتمعي في البحرين من أجل أن نقلل من قلقكم أيضاً!