.. «أهم شيء البحرين يا فيصل.. أهم شيء البحرين».
هذه هي الوصية التي ختم بها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين الحبيب حفظه الله ورعاه حديثه معي، خلال تشرفي بالسلام عليه في لقائه بأهالي محافظة المحرق.
نعم «أهم شيء البحرين»، جملة ووصية تبين لكل مواطن مخلص محب لأرضه، كيف هي مكانة البحرين في قلب حمد بن عيسى، وكيف يوصي عليها أبناءها، وكيف أنه يعمل من أجل رفعتها وصونها وحمايتها.
ونحن كرجال، أساسنا من تراب هذه الأرض الطاهرة، واشتد عودنا ونشأنا وكبرنا على حبها والإخلاص لها، وتشربنا وطنيتنا على حب حكامنا، نعاهد دوماً أبوسلمان الغالي على صون البحرين والذود عنها وحمايتها، فنحن لها الحصن الحصين، مع بقية المخلصين.
ولأنه شرف لكل بحريني مخلص، السلام على جلالة الملك، وتبادل الحديث معه، وهو الرمز وربان السفينة البحرينية، فإن ما يخصك به جلالته من حديث وتوجيه أمر يزيدك شرفاً.
ولذلك، هي كلمات مثلما الوسام التي توضع على الصدر، حينما يقول لك جلالة الملك بأن كلماتك الوطنية يومياً تصله ويقرأها، وأن البحرين بخير طالما فيها أبناؤها وكتاباتهم الوطنية، وأن واصلوا على طريقكم فهو الحق والصواب.
الاستقبالات العديدة التي تشرف فيها جموع الشعب البحريني من مختلف محافظات المملكة بالسلام على جلالة الملك والاستماع لتوجيهاته والتحاور معه، باتت سمة أساسية ومتأصلة لدى قائدنا، هي لا تقتصر على رمضان فقط، بل تتكثف في الشهر الفضيل، بسعى لمقابلة أكبر شريحة ممكنة من شرائح المجتمع البحريني، والتأكيد على وحدة الصف بين القيادة والشعب.
لكن بالعودة إلى البحرين، والتي يخصها جلالة الملك دائماً ويقدمها على كل شيء، أتذكر بأن وصيته التي أوصانيها أمس الأول، هي تعزيز لنفس الوصية التي قالها جلالته في لقائه بأهالي المحرق في رمضان العام الماضي وفي نادي المحرق العريق، وذلك حينما تشرفت بتسليم جلالته نسخة من رسالة الماجستير، حينما استمع لشرح عنها، وأعجبه بأنها الأولى من نوعها التي تتحدث عن البحرين وما تعرضت له من انحياز في التعاطي الإعلامي لما حصل فيها، بالأخص من قبل الجهات الخارجية، قال جلالته يومها مشيداً بأن «أهم شيء البحرين.. أهم شيء».
ما يبعث عن الطمأنينة والراحة، بأن هذه البلد محفوظة بإذن الله، وأن الشر عنها يُكسر على أعتابها، بأنها مزروعة في قلب قادتها، بأن ترابها لا يساوم عليه شيوخها، ولا يقبل شعبها بأن يدنس من حاقد ولا طامع وكاره.
البحرين في قلب حمد بن عيسى، متوجة كشمس ساطعة، ومتربعة كلؤلؤة عربية خليجية بيضاء لامعة، وهي أمانة في قلب كل مخلص محب لترابها الطاهر، في المقابل هي جمرة نار حارقة تسلخ جلد كل طامع، وتحرق جسد كل كاره.
بإمكاني الإسهاب أكثر هنا والتطرق لمضامين كلمة جلالة الملك التي استمعنا لها، لكنني سأختصر كل ما قاله في وصيته والتي هي أصلاً ليست فقط لي، بل لكل البحرينيين المخلصين: «ضعوا البحرين أمامكم قبل أي شيء، البحرين هي الأهم من كل شيء».
طبقنا هذه الوصية حينما استهدفت بلادنا في 2011، فرأيتم النتيجة كيف تكون، واليوم استهداف بلادنا مازال مستمراً، بالتالي شعارنا لابد وأن يكون دائماً وأبداً «أهم شيء.. البحرين».
* اتجاه معاكس:
كل يوم نقرأ تفاصيل جديدة بشأن المبالغ الضخمة التي ضبطت في حسابات ممثل المرشد الإيراني في البحرين، مرجع «الوفاق» عيسى قاسم.
والتفاصيل كلها تشير لوجود تداعيات أكبر، وخبايا أكثر، تحليلها يبين أن هناك ضلوعاً واضحاً في تسخير هذه الأموال لاستهداف البحرين واستخدامها لدعم العمليات الانقلابية فيها.
نعرف تماماً من هو عيسى قاسم، ومن يمثل، وكيف تحصل على الجنسية، ومن هو صاحب الأمر عليه، ومن يحركهم، وما هي أهدافهم وأطماعهم؟!
كل هذا نعرفه تماماً، بل وبزيادة تفاصيل طويلة ومملة.
لكن ما لا نعرفه حتى الآن، هو متى ستتحرك الجهات المعنية بالقانون، حتى تستدعيه وتستجوبه فيما ضبط لديه، وفيما هو ضالع فيه من تحريض واستهداف للبحرين.
يا جماعة، هل منحه الوقت فيه فكرة ما، أم أنه الهدوء الذي يسبق «عاصفة الحزم» في البحرين؟!